«أعلمت زيدا» ، أو «أعلمت زيدا عمرا» ، وتحذف ما بقي لدلالة تقدم ذكر المحذوف في كلام السائل.
ومثال حذف الاقتصار أن تقول : «أعلمت زيدا» ، أو «أعلمت زيدا أخاك» ، من غير دلالة على المحذوف ، وإنّما لم يجز ذلك لالتباس «أعلمت» المتعدّية إلى ثلاثة بـ «أعلمت» المتعدية إلى اثنين المنقولة من «علمت» بمعنى «عرفت» فلم يجز لذلك ، ألا ترى أنّك إذا قلت : «أعلمت زيدا أخاك» ، لم تدر : هل هي «أعلمت» المنقولة من «علمت» بمعنى «عرفت» ، فلم تحذف شيئا ، أو المنقولة من «علمت» المتعدّية إلى مفعولين ، فتكون قد حذفت مفعولا واحدا؟
وإذا قلت : «أعلمت زيدا» ، لم تدر أيضا : هل هي المتعدّية إلى ثلاثة ، فتكون قد حذفت مفعولين ، أو المتعدية إلى مفعولين ، فتكون قد حذفت مفعولا واحدا ، فلّما كان ذلك يؤدّي إلى اللبس لم يجز.
ولم يجز في أخوات «أعلمت» ، وإن كان ذلك فيها لا يؤدي إلى اللبس ، حملا على «أعلمت» لأنّها إنما تعدّت إلى ثلاثة بالحمل عليها وتضمّنها معناها.
هذا مذهب سيبويه ومن أخذ بمذهبه ، وأما غير سيبويه ، فإنّه أجاز ذلك ما لم يؤدّ إلى بقاء أحد المفعولين اللذين أصلهما المبتدأ والخبر وحذف الآخر. وأجازوا : «أعلمت زيدا» ، إذا قدّرت زيدا المفعول الأول ، فإن قدّرته الثاني أو الثالث لم يجز ، لأنّ الثاني لا يستغني عن الثالث ، ولا الثالث عن الثاني ، لأنّ أصلهما المبتدأ والخبر.
وكذلك أجازوا : «أعلمت زيدا أخاك» ، إذا قدّرت هذين المفعولين هما اللذان كانا مبتدأ وخبرا ، فإن قدّرت أحدهما هو المفعول الأول والآخر أحد المفعولين الثانيين لم يجز أيضا ، لما ذكرنا من أنّ المفعولين الثانيين لا يستغني أحدهما عن الآخر ، وذلك عندنا كلّه ممتنع للبس الذي تقدم ذكره.
[٦ ـ إلغاء عمل بعض الأفعال] :
وانفردت الأفعال الداخلة على المبتدأ والخبر التي ليست مبنيّة للمفعول ، وسّطت أو أخّرت ، بجواز الإلغاء وهو ترك العمل لغير مانع يمنع من ذلك. وذلك إذا توسطت نحو :