باب ما تتعدى إليه الأفعال المتعدية وغير المتعدية
[١ ـ الأسماء التي تتعدّى إليها الأفعال] :
جميع ما تتعدى إليه الأفعال المتعدّية وغير المتعدّية ثمانية أشياء : المصدر ، وظرف الزمان ، وظرف المكان ، والحال ، والتمييز ، والاستثناء ، والمفعول معه ، والمفعول من أجله ، إلّا أنّ الذي يذكر منه في هذا الباب أربعة ، وهي المصدر ، وظرف الزمان ، وظرف المكان ، والحال ، وما عدا ذلك يفرد له مكان يذكر فيه خلاف هذا.
وإنما لم يذكر في هذا الباب إلّا هذه الأربعة لأنّ الفعل يتعدّى إليها على اللزوم ، والأربعة الأخرى لا تلزم ، ألا ترى أنّ كلّ فعل مشتق من المصدر ففيه دلالة عليه ، وأنه لا بدّ له من زمان ومكان يكون فيهما. وكذلك أيضا لا بدّ للفاعل والمفعول من حال يكونان عليها. وأمّا التمييز فقد لا يكون في الكلام شيء مبهم فيحتاج إلى تمييز.
وكذلك الاستثناء قد لا يكون في الكلام ما يستثنى منه. وكذلك أيضا المفعول معه قد يكون للفاعل ما يصاحبه في فعله وللمفعول ما يصاحبه في كونه مفعولا فيحتاج الفعل إلى مفعول معه ، وقد لا يكون فلا يحتاج إذ ذاك إلى مفعول معه.
وقد يكون فاعل الفعل ساهيا أو مجنونا فلا يقع فعله لسبب ، فلا يكون للفعل إذ ذاك مفعول من أجله.
فقد تبيّن أنّ اللازم من هذه الثمانية الأربعة المتقدمة.