باب الإعراب
[١ ـ تعريف الإعراب] :
قوله : إعراب الأسماء رفع ونصب وخفض ... الفصل. الإعراب في اللغة الإبانة عن المعنى ، يقال ؛ أعرب الرجل عن حاجته إذا أبان عنها ، ومنه قوله صلىاللهعليهوسلم : «والثيّب تعرب عن نفسها» ، أي : تبين. ويكون أيضا بمعنى التغيير ، يقال : «عربت معدة الرجل» ، إذا تغيّرت ، وقريب من هذا المعنى «أعربت الدابّة في مرعاها» ، إذا لم تستقر في جهة منه. ويكون أيضا بمعنى التحسين ، ومنه قوله تعالى : (عُرُباً أَتْراباً) (١). أي : حسانا.
وأما في اصطلاح النحويين فهو تغيّر آخر الكلمة لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظا أو تقديرا.
فقلت : «تغيير أواخر الكلم» لأتحرز بذلك عن تغيّر ما ليس بآخر ، كالتغيير الذي يكون لسبب التصغير ، والتكسير ، نحو : «زييد» ، و «زيود» ، و «أسد».
وقلت : «لاختلاف العوامل» لأحترز بذلك مما تغيّر آخره لغير اختلاف عوامل العوامل ، كتغيير آخر أفعى في الوقف ، فإنه يجوز أن يوقف عليه بالياء والواو والألف. وقلت : «الداخلة عليها» لأتحرز بذلك مما يغيّر آخره لاختلاف العوامل الداخلة في كلام آخر ، وذلك في الاسم المحكيّ بـ «من» ، نحو قولك : من زيد؟ لمن قال : «جاءني زيد» ، و «من زيدا»؟ لمن قال : «رأيت زيدا» ، و «من زيد»؟ لمن قال : «مررت بزيد» ، فالآخر من «زيد» قد تغير لاختلاف العوامل في كلام المستثبت.
وهذا التغيّر يكون لفظا فيما آخره حرف صحيح أو ياء أو واو ساكن ما قبلها إذا لم
______________________
(١) الواقعة : ٣٧.