فأوصل الفعل إلى «عسفان» بنفسه وهو ظرف مكان مختص. ونحو قول الآخر [من الطويل] :
٢١٩ ـ جزى الله بالإحسان ما فعلا بكم |
|
رفيقين قالا خيمتي أمّ معبد |
______________________
ـ الإعراب : قلن : فعل ماض مبني على السكون ، و «نون النسوة» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل. عسفان : اسم منصوب بنزع الخافض. ثم : حرف عطف. رحن : فعل ماض مبني على السكون ، و «نون النسوة» : ضمير متصل في محل رفع فاعل. سراعا : حال منصوبة بالفتحة. يتطلعن : فعل مضارع مبني على السكون ، و «نون النسوة» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل. من نقاب : جار ومجرور متعلّقان بـ (يتطلعن). الثغور : مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة «قلن» : بحسب ما قبلها. وجملة «رحن» : معطوفة عليها. وجملة «يتطلعن» : في محلّ نصب حال.
والشاهد فيه قوله : «قلن عسفان» حيث حذف حرف الجر (في) وأوصل الفعل إلى (عسفان) بدونه.
٢١٩ ـ التخريج : الأبيات لرجل من الجنّ في الدرر ٣ / ٨٧ ؛ وبلا نسبة في لسان العرب ١١ / ٥٧٨ (قيل) ؛ والمقرب ١ / ١٤٧ ؛ وهمع الهوامع ١ / ٢٠٠.
اللغة والمعنى : جزى : أثاب. الرفيقان : هما الرسول (صلىاللهعليهوسلم) وأبو بكر الصديق في الهجرة من مكّة إلى المدينة. قالا : نزلا في وقت القيلولة ، أي عند الظهر. أم معبد : هي عاتكة بنت خالد الخزاعيّة.
يقول : أثاب الله الرسول (صلىاللهعليهوسلم) وأبا بكر (رض) اللذين نزلا خيمة أم معبد ليستريحا في وقت الظهيرة في أثناء هجرتهما من مكّة إلى المدينة.
الإعراب : جزى : فعل ماض. الله : اسم الجلالة فاعل مرفوع. بالإحسان : جار ومجرور متعلقان بـ (جزى). «ما» : اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به ثان لـ «جزى». فعلا : فعل ماض مبني على الفتح. والألف : ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. بكم : جار ومجرور متعلقان بـ «فعلا». رفيقين : مفعول به أوّل لـ «جزى» منصوب بالياء لأنّه مثنّى. قالا : فعل ماض ، والألف : فاعل. خيمتي : ظرف منصوب بالياء لأنّه مثنى ، وهو مضاف. أمّ : مضاف إليه مجرور ، وهو مضاف. معبد : مضاف إليه.
وجملة (جزى الله ...) الفعليّة لا محلّ لها من الإعراب لأنّها ابتدائيّة. وجملة «فعلا بكم» لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. وجملة (قالا خيمتي ...) الفعليّة في محلّ نصب نعت لـ «رفيقين».
والشاهد فيه قوله : «قالا خيمتي» حيث أسقط الشاعر حرف الجرّ «في» ، والتقدير : قالا في خيمتي ، وهذا الإسقاط اضطراريّ بخلاف قولهم : «دخلت الدار».