[١٠ ـ ما يعمل في المصدر] :
ولا يعمل في المصدر إلّا فعل أو ما جرى مجراه ، ظاهرا أو مضمرا. فمثال عمله فيه ظاهرا : «ضربت زيدا ضربا» ، ومثال عمله فيه مضمرا قولهم : «ما أنت إلّا سيرا» ، تقديره : ما أنت إلّا تسير سيرا ، فأضمر الفعل. ويجوز تقديمه على العامل وتأخيره ما لم يمنع من ذلك مانع.
[١١ ـ ما يعمل في ظرف الزمان وظرف المكان والحال] :
فأمّا ظرف الزمان وظرف المكان والحال فقد يعمل فيها الفعل أو ما جرى مجراه وقد يعمل فيها معنى الفعل ، فمثال عمل الفعل فيها : «قام زيد خلفك يوم الجمعة ضاحكا» ، ألا ترى أن العامل في «خلفك» و «يوم الجمعة» و «ضاحك» : «قام» وهو فعل. ومثال عمل معنى الفعل في الحال قولك : «هذا زيد قائما» ، ألا ترى أنّ العامل في «قائما» ما في «ذا» من معنى الفعل الذي هو أشير أو «ها» من معنى «تنبّه».
ومثال عمله في الظروف قوله [من الرجز] :
٢٢٣ ـ * أنا أبو المنهال بعض الأحيان*
______________________
٢٢٣ ـ التخريج : الرجز لأبي المنهال في لسان العرب ١٣ / ٤٢ (أين) ؛ وبلا نسبة في الخصائص ٣ / ٢٧٠ ؛ والدرر ٥ / ٣١٠ ؛ وشرح شواهد المغني ٣ / ٨٤٣ ؛ وهمع الهوامع ٢ / ١٠٧.
اللغة : أبو المنهال : لقب لعوف بن محلم الخزاعي.
الإعراب : أنا : ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ. أبو : خبر مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف. المنهال : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. بعض : مفعول فيه ظرف زمان مبني على الفتح في محل نصب متعلق بـ (أبو المنهال) وهو مضاف. الأحيان : مضاف إليه مجرور وسكّن لضرورة الشعر.
وجملة «أنا أبو المنهال» : ابتدائية لا محل لها.
والشاهد فيه قوله : (بعض الأحيان) فقد تعلق الظرف بما فيه رائحة الحدث ، فقد تعلق بـ (أبو منهال) لأنه بمعنى (المشهور).