وأيضا فإنّه قد يتخرّج على أنّه قد يضمر لـ «محقبي» ول «مطويّات» عامل تقديره : أعني مطويات ، وأعني محقبي ، وتكون الجملة اعتراضا بين المبتدأ والخبر ، لأنّ فيها تشديد الكلام وتبيانه.
[١٣ ـ شروط الحال المبيّنة] :
ويشترط في الحال المبيّنة أن تكون نكرة أو في حكمها ، مشتقة أو في معناها ، منتقلة أو في حكمها ، قد تمّ الكلام دونها ، أو في حكم ذلك من معرفة أو مقاربة للمعرفة إن جاءت بعد ذي الحال ، ويقلّ وجودها من نكرة غير مقاربة للمعرفة وهي بعد ذي الحال ، فإن تقدّمت على ذي الحال كانت من المعرفة والنكرة. والمؤكّدة مثل ذلك إلّا في الانتقال ، فإنّ ذلك لا يشترط فيها.
فمثال مجيئها نكرة : «جاء زيد ضاحكا» ، ومثال مجيئها في حكم النكرة : «أرسلها العراك» ، و «طلبته جهدي» ، و «كلّمته فاه إلى فيّ» ، وأمثال ذلك ممّا يحفظ ولا يقاس عليه.
وإنّما كانت هذه في تقدير النكرة لأنّها ليست بالحال في الحقيقة ، وإنّما هي قائمة مقامها ، ألا ترى أنّ الحال في الأصل إنّما هي العوامل في هذه الأسماء في الحقيقة وهي نكرة ، وأنّ الأصل : «كلّمته جاعلا فاه إلى فيّ» ، و «أرسلها معتركة العراك» ، و «طلبته مجتهدا جهدي» ، و «جاعل» و «معتركة» و «مجتهد» أسماء نكرة ، لكن لمّا حذفناها وأقمنا هذه المعمولات مقامها أعربناها بإعرابهما ، ولذلك لا يجوز ذلك عندنا في الاسم الذي هو حال بنفسه ، فلا تقول : «قام زيد الضاحك» ، خلافا ليونس فإنّه يجيز ذلك قياسا على «أرسلها العراك» وأمثاله ، والفرق بينهما قد تقدّم.
والمشتقّة هي الأسماء التي أخذت من المصادر ، وذلك نحو قولك : «جاء زيد ضاحكا» ، ألا ترى أنّ «ضاحكا» مأخوذ من الضحك.
والتي في حكم المشتقّة هي التي في معنى ما أخذ من المصدر ، ومثال ذلك : «علّمته الحساب بابا بابا» ، ألا ترى أنّ «بابا» ليس بمشتق. لكن المعنى : علّمته الحساب فصلا فصلا ، فـ «فصلا» مشتق من التفصيل.
ومثال مجيئها منتقلة : «جاء زيد مسرعا» ، ألا ترى أنّ الإسراع صفة غير لازمة لزيد.