[٤ ـ رابط الجملة الواقعة خبرا بالمبتدأ] :
وقد تقدم أنّ الجملة لا بدّ فيها من رابط يربطها بالمبتدأ ، وهو إمّا ضمير وإمّا اسم إشارة ، وإمّا تكرير المبتدأ بلفظه ، إلّا أن تكون الجملة «نعم» وفاعلها «وبئس» وفاعلها أو تكون هي المبتدأ في المعنى.
وأمّا المفرد فلا يخلو أن يكون ظرفا أو مجرورا أو غير ذلك ، فإن كان ظرفا أو مجرورا ، فإنّه يحتمل ضميرا مرفوعا عائدا على المبتدأ ، وذلك نحو : «زيد عندك» ، و «عمرو في الدار» ، ألا ترى أنّ التقدير كما تقدّم : عمرو مستقرّ في الدار ، وزيد كائن عندك. وفي «كائن» و «مستقرّ» ضمير عائد على المبتدأ ، فلمّا أنبت الظرف والمجرور منابهما تحمّلا الضمير الذي كان فيهما.
فإن كان غير ظرف ولا مجرور ، فلا يخلو أن يكون مشتقّا أو غير مشتق ، فإن كان غير مشتقّ لم يتحمّل ضميرا ، نحو : «هذا زيد» ، و «أخوك عمرو» ، فزيد وعمرو ليس فيهما ضمير لأنّهما ليسا مشتقين ، فلّما كانا كذلك لم يجز أن يقدّرا عاملين في ضمير مرفوع ، إذ لا يعمل إلّا الفعل أو ما في معنى الفعل. وأما الجامد الذي لا رائحة للفعل فيه فلا ينبغي أن يعمل.
وإن كان مشتقّا كان فيه ضمير مرفوع عائد على المبتدأ ، نحو : «زيد قائم» ، ففي «قائم» ضمير مرفوع على أنّه فاعل به ، وهو عائد على «زيد» ، ولو أردت العطف عليه ، لقلت : «زيد قائم هو وعمرو» ، فأكّدته بضمير الرفع المنفصل ، ثم عطفت عليه ، ولا يجوز مثل ذلك في : «هذا زيد» ، ونحوه. فدلّ ذلك على أنّ الجامد لا يتحمّل ضميرا.
والضمير الذي يكون في خبر المبتدأ لا يخلو من أن يكون مرفوعا أو منصوبا أو مخفوضا ، فإن كان مرفوعا لم يجز حذفه أصلا إلّا أن يكون مبتدأ ، نحو : «زيد هو القائم» ، فإنه يجوز حذفه ، فتقول : «زيد القائم» ، وتجعل «القائم» خبرا لمبتدأ مضمر إن شئت إذ لا مانع من ذلك.
فإن كان منصوبا لم يجز حذفه إلّا أن يكون العامل فيه فعلا أو ما جرى مجراه من