وإن أدى ذلك إلى تهيئة العامل وقطعه عنه لم يجز ذلك ، نحو : «زيد مررت به» ، لا يجوز أن تقول : «زيد مررت» ، لأنّ ذلك يؤدّي إلى تهيئة «مررت» إلى العمل في «زيد» وقطعه عنه.
[٥ ـ أقسام الخبر بالنسبة إلى الإثبات والحذف] :
والخبر ينقسم بالنظر إلى الإثبات والحذف ثلاثة أقسام : قسم يلزم فيه حذف الخبر ، وذلك المبتدأ الواقع بعد «لولا» ، نحو : «لولا زيد لأكرمتك» ، التقدير : لولا زيد حاضر ، إلا أنّه لا يجوز ذكر الخبر لأنّ الكلام قد طال بالجواب فالتزم فيه الحذف تخفيفا ، ولذلك لحّن المعرّي في قوله [من الوافر] :
٢٣٣ ـ [يذيب الرعب منه كلّ عضب] |
|
فلولا الغمد يمسكه لسالا |
فأظهر خبر المبتدأ بعد «لولا».
______________________
٢٣٣ ـ التخريج : البيت لأبي العلاء المعريّ في الجنى الداني ص ٦٠٠ ؛ والدرر ٢ / ٢٧ ؛ ورصف المباني ص ٢٩٥ ؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ١ / ١٠٢ ؛ وشرح ابن عقيل ص ١٢٨ ؛ ومغني اللبيب ١ / ٢٧٣ ؛ والمقرب ١ / ٨٤.
شرح المفردات : الرعب : الخوف الشديد. العضب : السيف القاطع. الغمد : قراب السيف.
المعنى : يقول : إنّ سطوته وشدّة إخافته للأعداء تذيب سيوفهم ، ولو لا وجودها في أغمادها لسالت على الأرض.
الإعراب : «يذيب» : فعل مضارع مرفوع بالضمّة. «الرعب» : فاعل مرفوع بالضمّة. «منه» : جار ومجرور متعلّقان بـ «الرعب». «كلّ» : مفعول به منصوب وهو مضاف. «عضب» : مضاف إليه مجرور بالكسرة. «فلولا» : الفاء حرف استئناف ، و «لولا» : حرف امتناع لوجود. «الغمد» : مبتدأ مرفوع. «يمسكه» : فعل مضارع مرفوع بالضمّة ، والهاء ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره «هو». «لسالا» : اللام واقعة في جواب «لو لا» ، و «سالا» فعل ماض والألف للإطلاق ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره «هو».
وجملة : «يذيب الرعب ...» ابتدائيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة : «لو لا الغمد ...» استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة : «يمسكه» في محلّ رفع خبر المبتدأ «الغمد». وجملة «لسالا» جواب شرط غير جازم لا محلّ لها من الإعراب.
والتمثيل به في قوله : «فلو لا الغمد يمسكه» حيث أظهر خبر المبتدأ بعد «لولا» وهذا غير جائز فلذلك لحّن في قوله هذا.