باب الأفعال الداخلة على المبتدأ والخبر
[١ ـ تعدادها] :
فيرتفع المبتدأ على أنه اسمها وينتصب الخبر على أنه خبرها ، وهي : كان ، وأمسى ، وأصبح ، وأضحى ، وظلّ ، وبات ، وصار ، وآض ، وقعد في قولهم : «شحذ شفرته حتى قعدت كأنها حربة» ، وليس ، وما زال ، وما انفك ، وما فتىء ، وما برح ، وما دام ، وغدا ، وراح ، وجاءت في قولهم : «ما جاءت حاجتك». وزاد بعض البغداديين في هذا الباب «ماوني» ، لأنّ معناها كمعنى «ما زال» ، وذلك نحو : «ما وني زيد قائما» ، أي : ما فتر عن القيام ، ولذلك ألحقها بها.
وهذا لا يلزم لأنّ الفعل قد يكون بمعنى فعل آخر ، ولا يكون حكمه كحكمه. ألا ترى أنّ «ظلّ زيد قائما» معناه : أقام زيد قائما النهار كلّه. ولا تجعل العرب لـ «أقام» اسما وخبرا كما فعلت ذلك بـ «ظلّ».
ومما يدلّ على أنّها ليست من أخوات «كان» أنّه لا يقال : «ما وني زيد القائم» ، فالتزام التنكير في «قائم» وأمثاله دليل على انتصابه على الحال.
وزاد الكوفيون في أفعال هذا الباب «مررت» ، إذا لم يرد بها المرور الذي هو انتقال الخطى بل تكون بمنزلة «كان» ، وذلك نحو قولك : «مررت بهذا الأمر صحيحا» ، أي : كان هذا الأمر صحيحا عندي.
وذلك لا حجة فيه ، لأنّ المرور هنا متجوّز فيه ، كأنه قال : «مرّ خاطري بهذا الأمر