علامة التأنيث لها على حدّ ما تلحق الفعل ، أعني أنّها تثبت مع المؤنث وتسقط مع المذكر ، نحو : «ليس زيد قائما» ، و «ليست هند قائمة» ، كما تقول : «قام زيد» ، و «قامت هند» ، وليس لحاق علامة التأنيث الحرف كذلك ، بل تلحق مع المؤنّث والمذكر ، نحو : «قام زيد ثمّة عمرو ثمّة هند».
ويدلّ على ذلك أيضا اتصال ضمائر الرفع بها ، نحو : «ليسا» ، أو «ليسوا» ، ولو كانت حرفا لم يكن ذلك فيها ، لأنّ الحرف إنّما يتصل به ضمير الخفض أو النصب ، نحو : إنّك وإنّه وبك وبه ، فثبت أنّها فعل وهو مذهب سيبويه ، وقد نصّ على ذلك في مواضع من كتابه.
[٢ ـ حكمها] :
وهذه الأفعال كلها داخلة على المبتدأ والخبر ، فما كان مبتدأ كان اسمها ، إلا اسم الشرط ، واسم الاستفهام ، و «كم» الخبرية ، و «ما» التعجبية ، و «ايمن الله» في القسم. أما «ايمن الله» ، فإنّها لا تتصرف بل التزم فيها الرفع على الابتداء. وأمّا «ما» التعجبية ، واسم الشرط ، واسم الاستفهام ، و «كم» الخبرية فلها صدر الكلام ، وجعلها اسما لهذه الأفعال يخرجها عمّا وجب لها من الصدرية.
وما كان خبر مبتدأ كان خبرا لها إلّا الجملة غير المحتملة للصدق والكذب ، فإنّها لا تكون أخبارا ، لهذه الأفعال ، فلا تقول : «كان زيد هل ضربته»؟ ولا «أصبح زيد اضربه» ، ولا «أصبح زيد لعلّه قائم» ، لمناقضة معناها هذه الأفعال. وذلك أنّ الجملة غير المحتملة للصدق والكذب مقتضاها الطلب ، والطلب واقع وقت التلّفظ بها ، وهذه الأفعال تدلّ على المضيّ أو الاستقبال ، فلا يمكن لذلك أن تجعل أخبارا لهذه الأفعال. فأمّا قوله [من الوافر] :
٢٤٣ ـ ألا يا أمّ فارع لا تلومي |
|
على شيء رفعت به سماعي |
وكوني بالمكارم ذكّريني |
|
ودلّي دلّ ماجدة صناع |
______________________
٢٤٣ ـ التخريج : البيتان لبعض بني نهشل في خزانة الأدب ٩ / ٢٦٦ ، ٢٦٧ ؛ ونوادر أبي زيد ص ٣٠ ، ٥٨ ؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب ١٠ / ٢٤٦ ؛ والدرر ٢ / ٥٤ ؛ وسرّ صناعة الإعراب ١ / ٣٨٩ ؛ ـ