فلو كانت اللام في «لهنّك» لام «إنّ» لم يؤت باللام بعد ذلك في الخبر ، وكذلك قول الآخر [من الطويل] :
٢٩٣ ـ [أبائنة حبّى ، نعم وتماضر] |
|
لهنّا لمقضيّ علينا التّهاجر |
[٥ ـ مذاهب النحاة في هذه الحروف إذا اتصلت بها «ما»] :
وهذه الحروف إذا لحقتها «ما» كان للنحويين فيها ثلاثة مذاهب. فمنهم من ذهب إلى أنّه يجوز في جميعها الإعمال والإلغاء ، فتقول : «إنّما زيد قائم» برفع «زيد» ونصبه ، وكذلك سائر أخواتها ، وهو مذهب الزجّاجي. ومنهم من ذهب إلى أنّ «ليت» ، و «لعلّ» و «كأنّ»
______________________
ـ وجملة «لهنك» : جواب قسم محذوف لا محلّ لها. وجملة «يقولها» : صلة الموصول لا محلّ لها.
والشاهد فيه قوله : «لهنك من عبسية لوسيمة» حيث اعتبر بعضهم أن اللام في «لهنك» واقعة في جواب قسم محذوف وليست للابتداء.
٢٩٣ ـ التخريج : البيت بلا نسبة في خزانة الأدب ١٠ / ٣٥٥ ، ٣٤٠ ، ٣٤٤ ؛ ولسان العرب ١٣ / ٤٦٧ (أله).
اللغة : البائنة : المغادرة المفارقة. حبّى : اسم امرأة ؛ وكذلك تماضر. لهنا : لإنّا. التهاجر : التقاطع والجفاء.
المعنى : أتفارقينا يا حبّى ، وأنت يا تماضر ، نعم أكاد أقسم بالله إنّ هذا الهجران والفراق لمكتوب علينا.
الإعراب : أبائنة : «الهمزة» : حرف استفهام ، «بائنة» : خبر مقدّم مرفوع بالضمّة. حبّى : مبتدأ مؤخّر مرفوع بضمّة مقدّرة على الألف. نعم : حرف جواب. وتماضر : «الواو» : حرف عطف ، «تماضر» : مبتدأ مرفوع بالضمّة ، خبره محذوف لدلالة الجملة السابقة عليه ، أي : (وتماضر بائنة أيضا). لهنا : «اللام» : رابطة لجواب قسم محذوف ، «إن» حرف مشبه بالفعل ، و «نا» : ضمير متصل في محلّ نصب اسم (إن). لمقضيّ : «اللام» : هي المزحلقة للتوكيد ، «مقضيّ» : خبر (إن) مرفوع بالضمّة. علينا : جار ومجرور متعلّقان بـ (مقضيّ). التهاجر : نائب فاعل مرفوع لاسم المفعول (مقضي) مرفوع بالضمّة.
وجملة «أبائنة حبى» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «وتماضر بائنة» : معطوفة عليها لا محلّ لها. وجملة «القسم» : استئنافية لا محل لها. وجملة «إنّا لمقضي» : جواب القسم لا محلّ لها.
والشاهد فيه قوله : «لهنا» حيث اعتبرت اللام في «لهنا» رابطة لجواب قسم محذوف.