فأولى «لعلّما» الفعل.
وأما «ليتما» فلم تولها العرب الفعل قط ، لا يحفظ من كلامهم : «ليتما يقوم زيد». فقد بان إذن سداد هذا المذهب.
[٦ ـ لحوق نون الوقاية لهذه الحروف] :
وهذه الحروف إذا كان اسمها ياء المتكلم فإنّها تلحقها نون الوقاية كما تلحق الفعل ، فتقول : «إنني» و «لكنّني». وكذلك سائر أخواتها. وهي في ذلك تنقسم قسمين : قسم تلزمه نون الوقاية وقسم لا تلزمه. والذي تلزمه نون الوقاية «ليت» ، تقول : «ليتني» ، ولا يجوز «ليتي» إلّا في ضرورة شعر ، نحو قوله [من الوافر] :
٢٩٦ ـ كمنية جابر إذ قال ليتي |
|
أصادفه وأتلف بعض مالي |
______________________
ـ يهجو الشاعر عبد قيس بقوله : إنّ أصحاب النار هم أصحاب حمير لا أصحاب خيول. وقيل : إنّه حقير لممارسته الجنس مع ذكر الحيوان.
الإعراب : أعد : فعل أمر ، والفاعل : أنت. نظرا : مفعول به منصوب. يا : حرف نداء. عبد : منادى منصوب ، وهو مضاف. قيس : مضاف إليه مجرور. لعلّما : حرف مشبه بالفعل ، و «ما» : الكافّة. أضاءت : فعل ماض ، والتاء : للتأنيث. لك : جار ومجرور متعلّقان بـ «أضاءت». النار : فاعل مرفوع. الحمار : مفعول به منصوب. المقيّدا : نعت «الحمار» منصوب ، والألف : للإطلاق.
وجملة (أعد نظرا) الفعليّة لا محلّ لها من الإعراب لأنّها ابتدائيّة. وجملة (يا عبد قيس) الفعليّة لا محلّ لها من الإعراب لأنّها استئنافيّة. وجملة (أضاءت لك النار) الفعليّة لا محلّ لها من الإعراب لأنّها استئنافيّة.
والشاهد فيه قوله : «لعلّما أضاءت لك النار» حيث دخلت «ما» على «لعلّ» فكفّتها عن العمل.
٢٩٦ ـ التخريج : البيت لزيد الخيل في ديوانه ص ٨٧ ؛ وتخليص الشواهد ص ١٠٠ ؛ وخزانة الأدب ٥ / ٣٧٥ ، ٣٧٧ ؛ والدرر ١ / ٢٠٥ ؛ وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٩٧ ؛ وشرح المفصل ٣ / ١٢٣ ؛ والكتاب ٢ / ٣٧٠ ؛ ولسان العرب ٢ / ٨٧ (ليت) ؛ والمقاصد النحوية ١ / ٣٤٦ ؛ ونوادر أبي زيد ص ٦٨ ؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص ١٥٣ ؛ ورصف المباني ص ٣٠٠ ، ٣٦١ ؛ وسرّ صناعة الإعراب ٢ / ٥٥٠ ؛ وشرح الأشموني ١ / ٥٦ ؛ ومجالس ثعلب ص ١٢٩ ؛ والمقتضب ١ / ٢٥٠ ؛ وهمع الهوامع ١ / ٦٤. ـ