يريد : فليتك دفعت الهمّ إلّا أن يكون الاسم ضمير أمر أو شأن ، فإنّه لا يجوز حذفه إلّا في ضرورة الشعر ، نحو قوله [من الخفيف] :
٣٠٣ ـ إنّ من يدخل الكنيسة يوما |
|
يلق فيها جآذرا وظباء |
يريد : إنّه من يدخل الكنيسة. وكذلك قوله [من الخفيف] :
إنّ من لام في بني بنت حسّا |
|
ن ألمه وأعصه في الخطوب (١) |
______________________
ـ «بتنا» : معطوفة على جملة «دفعت». وجملة «خيّلت» : صلة الموصول لا محل لها.
والشاهد فيه قوله : «فليت دفعت» حيث حذف اسم «ليت» وفي الكلام ما يدل عليه. والتقدير : فليتك دفعت.
٣٠٣ ـ التخريج : البيت للأخطل في خزانة الأدب ١ / ٤٥٧ ؛ والدرر ٢ / ١٧٩ ؛ وشرح شواهد المغني ٢ / ٩١٨ ؛ وليس في ديوانه ؛ وهو بلا نسبة في الأشباه والنظائر ٨ / ٤٦ ؛ وأمالي ابن الحاجب ١ / ١٥٨ ؛ وخزانة الأدب ٥ / ٤٢٠ ، ٩ / ١٥٥ ، ١٠ / ٤٤٨ ؛ ورصف المباني ص ١١٩ ؛ وشرح المفصل ٣ / ١١٥ ؛ وهمع الهوامع ١ / ١٣٦.
اللغة : الجآذر : جمع جؤذر وهو ابن بقرة الوحش. الظباء : جمع ظبي وظبية وهي أحد أنواع الغزلان.
المعنى : سيجد من يدخل إلى الكنيسة نساء جميلات ، ذوات عيون واسعة ، كالبقر الوحشي أو الغزلان.
الإعراب : إنّ : حرف مشبّه بالفعل ، و «اسمها» : محذوف تقديره (إنّه). من : اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ. يدخل : فعل مضارع مجزوم (فعل الشرط) بالسكون ، وحرّك بالكسرة منعا لالتقاء الساكنين ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هو). الكنيسة : اسم منصوب بنزع الخافض بالفتحة ، بتقدير (يدخل إلى الكنيسة). يوما : مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل (يدخل). يلق : فعل مضارع مجزوم (جواب الشرط) بحذف حرف العلّة من آخره ، والفتحة دليل على الألف المحذوفة ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هو). فيها : جار ومجرور متعلّقان بـ (يلق). جآذرا : مفعول به منصوب بالفتحة. وظباء : «الواو» : للعطف ، «ظباء» : معطوف على منصوب منصوب مثله بالفتحة.
وجملة «إنه من يدخل ... يلق» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «من يدخل يلق» : في محلّ رفع خبر (إنّ). وجملة (فعل الشرط وجوابه) : في محلّ رفع خبر (من). وجملة «يلق» : لا محل لها (جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء). وجملة «يدخل» جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها.
والشاهد فيه قوله : «إنّ من» حيث لا يصحّ اعتبار (من) اسمها ، لأنّ (من) لها الصدارة ، ولا يجوز أن يعمل بها ما قبلها ، فقدروا ضمير الشأن لتعمل فيه (إنّه من يدخل).
(١) تقدم بالرقم ٢٨٦.