وزعم المبرّد أنّ «لو لا» لا تجر الظاهر ولا المضمر وأنّ «لولاك» و «لولاي» و «لولاه» لحن ، وزعم أنّ الذي حمل النحويين على إجازة ذلك قول الشاعر [من الطويل] :
٣٢٥ ـ وكم موطن لولاي طحت كما هوى |
|
بأجرامه من قلّة النيق منهوي |
قال : وهذه القصيدة فيها لحن كثير ، ومن جملتها قوله : «ولولاي» ، فلا ينبغي أن يحتجّ بها.
وهذا الذي زعم أبو العباس باطل ، بل حكى النحويّون أن ذلك لغة العرب ، وأنشد
______________________
٣٢٥ ـ التخريج : البيت ليزيد بن الحكم في الأزهية ص ١٧١ ؛ وخزانة الأدب ٥ / ٣٣٦ ، ٣٣٧ ، ٣٤٢ ؛ والدرر ٤ / ١٧٥ ؛ وسرّ صناعة الإعراب ص ٣٩٥ ؛ وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٢٠٢ ؛ وشرح المفصل ٣ / ١١٨ ، ٩ / ٢٣ ؛ والكتاب ٢ / ٣٧٤ ؛ ولسان العرب ١٢ / ٩٢ (جرم) ، ١٥ / ٣٧٠ (هوا) ؛ وبلا نسبة في الإنصاف ٢ / ٦٩١ ؛ والجنى الداني ص ٦٠٣ ؛ وجواهر الأدب ص ٣٩٧ ؛ وخزانة الأدب ١٠ / ٣٣٣ ؛ ورصف المباني ص ٢٩٥ ؛ وشرح الأشموني ٢ / ٢٨٥ ؛ ولسان العرب ١٥ / ٤٧٠ (إمّا لا) ؛ والممتع في التصريف ١ / ١٩١ ؛ والمنصف ١ / ٧٢.
اللغة : طحت : أهلكت. هوى : سقط. الأجرام : ج الجرم ، وهو الجسد. القنّة : الرأس. النيق : أعلى موضع في الجبل. المنهوي : الساقط.
المعنى : يعاتب الشاعر أحد أنسبائه بقوله : كم معركة كنت فيها منتصرا بفضل جهودي ، حيث كانت الأجساد تتساقط فيها كتساقط المنهوي.
الإعراب : «وكم» : الواو بحسب ما قبلها ، «كم» : الخبريّة في محلّ رفع مبتدأ ، وهو مضاف. «موطن» : مضاف إليه مجرور بالكسرة. والخبر محذوف تقديره : «كم موطن كنت فيه». «لو لا» : حرف جرّ أو حرف شرط غير جازم ، والياء ضمير في محلّ جرّ بحرف الجرّ (حسب رأي سيبويه) ، وفي محلّ رفع مبتدأ (حسب رأي الأخفش) ، وخبره محذوف وجوبا. «طحت» : فعل ماض ، والتاء ضمير في محلّ رفع فاعل. «كما» : الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني في محل نصب مفعول مطلق ، «ما» : المصدريّة. «هوى» : فعل ماض. «بأجرامه» : جار ومجرور متعلّقان بـ «هوى» ، وهو مضاف ، والهاء ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة. «من قنّة» : جار ومجرور متعلّقان بـ «هوى» ، وهو مضاف. «النيق» ؛ مضاف إليه مجرور. «منهوي» : فاعل «هوى» مرفوع ، والياء للإطلاق. والمصدر المؤول من «ما» وما بعدها في محل جر بالإضافة.
وجملة : «كم موطن ...» بحسب ما قبلها. وجملة : «طحت» في محل جرّ نعت «موطن». وجملة : «هوى» صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله : «لولاي» حيث زعم المبرد أن هذا لحن لا يجوز ولا يقاس عليه.