«معشر أقيال» متعلقا بـ «أسرى» ويكون في ذلك من الاختصاص ما في الصفة ، لأنّهم إذا أسروا من معشر أقيال فهم كائنون منهم ، فيؤول المعنى إلى الصفة.
ولا يخفض بـ «ربّ» إلا النكرة ، لأنّ المفرد بعدها في معنى جمع ولا يكون المفرد في معنى جمع إلا نكرة. وقد تدخل على ما لفظه لفظ المعرفة إذا كان نكرة ، نحو : «مثلك» وأخواته ممّا إضافته غير محضة ، ومن ذلك قوله [من الكامل] :
٣٥٨ ـ يا ربّ مثلك في النّساء غريرة |
|
بيضاء قد متّعتها بطلاق |
فأدخل «رب» على «مثل».
وقد تدخل أيضا على ضمير النكرة ، نحو : «ربّه رجلا» ، وذلك أن ضمير النكرة من طريق المعنى نكرة ، لأن الضمير هو الظاهر في المعنى ، وإنما يكون ضمير النكرة محكوما له بحكم المعرفة من طريق نيابته مناب ما عرّف بالألف واللام إذا عاد على متقدم ، ألا ترى أنّك إذا قلت : «لقيت رجلا فضربته» ، أغنى ذلك عن أن تقول : وضربت الرجل المتقدّم الذكر ، فلمّا ناب مناب اسم فيه الألف واللام حكم له بحكم المعرفة لذلك ، فلمّا كان الضمير في باب «ربّ» مفسّرا بالنكرة بعده كان نكرة من كل وجه ، لأنّه إذ ذاك لا ينوب مناب اسم
______________________
٣٥٨ ـ التخريج : البيت لأبي محجن الثقفي في شرح أبيات سيبويه ١ / ٥٤٠ ؛ وشرح المفصل ٢ / ١٢٦ ؛ والكتاب ١ / ٤٢٧ ، ٢ / ٢٨٦ ؛ ولم أقع عليه في ديوانه ؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص ٢٣٧ ؛ ورصف المباني ص ١٩٠ ؛ وسرّ صناعة الإعراب ٢ / ٤٥٧ ؛ والمقتضب ٤ / ٢٨٩.
اللغة : غريرة : ناعمة العيش.
المعنى : مرّ عليّ تجارب كثيرة ، فمثلك ولو كانت جميلة ناعمة وأطلقها غير آسف عليها إذا لم ترضني.
الإعراب : يا رب : «يا» : للتنبيه ، «رب» : حرف جرّ شبيه بالزائد. مثلك : «مثل» : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ ، و «الكاف» : ضمير متصل في محلّ جر بالإضافة. في النساء : جار ومجرور متعلقان بصفة محذوفة لـ (مثلك). غريرة : صفة لمثلك مجرورة على اللفظ. بيضاء : صفة ثانية لمثلك مجرور على اللفظ بالفتحة عوضا عن الكسرة لأنها اسم ممنوع من الصرف. قد : حرف تحقيق. متعتها : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل ، و «التاء» : ضمير متصل في محل رفع فاعل ، و «ها» : ضمير متصل في محل نصب مفعول به. بطلاق : جار ومجرور متعلقان بالفعل السابق ..
وجملة «متعتها» : في محل رفع خبر للمبتدأ. وجملة «مثلك قد متعتها» : ابتدائية لا محلّ لها.
والشاهد فيه قوله : «يا رب مثلك» حيث أدخل «رب» على «مثل».