معرف بالألف واللام ، فلذلك جاز أن تقول : «ربّه رجلا» ، و «ربه رجلين» ، و «ربّه رجالا» ، ويكون الضمير مفردا على كلّ حال استغناء بتثنية التمييز وجمعه عن ذلك.
ولا يحفظ البصريون غير ذلك. وأجاز أهل الكوفة تثنيته وجمعه قياسا ، وذلك عندنا لا يجوز ، لأن العرب استغنت بتثنية التمييز وجمعه عنه كما استغنوا بـ «ترك» عن «وذر» و «ودع».
وقد تدخل أيضا «ربّ» على المضاف إلى ضمير غير النكرة العائد على ما تقدم إلّا أنّه يشترط أن يكون مباشرا ، فتقول : «ربّ رجل وأخيه».
وإنّما جاز ذلك لما ذكرناه من أن تعريف ضمير النكرة إنما هو لفظيّ ، وإنّما هو في الحقيقة نكرة ، فلما كان كذلك وكان غير مباشر بل الذي باشرها هو النكرة ، جاز ذلك. ولو قلت : «ربّ رجل» ، و «ربّ أخيه» ، لم يجز لمباشرته «ربّ» ، ولا تدخل على معرفة مختصّة أصلا.
وزعم بعض النحويين أنّها تجر الاسم المعرف بالألف واللام ، فتقول : «ربّ الرجل لقيت» ، وأنشدوا في ذلك قوله [من الخفيف] :
٣٥٩ ـ ربّما الجامل المؤبّل فيهم |
|
وعناجيج بينهنّ المهار |
______________________
٣٥٩ ـ التخريج : البيت لأبي دؤاد الإياديّ في ديوانه ص ٣١٦ ؛ والأزهيّة ص ٩٤ ، ٢٦٦ ؛ وخزانة الأدب ٩ / ٥٨٦ ، ٥٨٨ ؛ والدرر ٤ / ١٢٤ ؛ وشرح شواهد المغني ١ / ٤٠٥ ؛ وشرح المفصل ٨ / ٢٩ ، ٣٠ ؛ ومغني اللبيب ١ / ١٣٧ ؛ والمقاصد النحوية ٣ / ٣٢٨ ؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٤٤٨ ، ٤٥٥ ؛ وجواهر الأدب ص ٣٦٨ ؛ والدرر ٤ / ٢٠٥ ؛ وشرح الأشموني ٢ / ٢٩٨ ؛ وشرح التصريح ٢ / ٢٢ ؛ وشرح ابن عقيل ص ٣٧٠ ؛ وهمع الهوامع ٢ / ٢٦.
شرح المفردات : الجامل : قطيع الجمال. المؤبّل : الإبل المعدّة للاقتناء. العناجيج : ج العنجوج وهو من الخيل الطويلة الأعناق. المهار : ج المهر ، وهو ولد الفرس.
المعنى : يقول ربّ قطيع من الجمال المعدّة للاقتناء ، وجياد طويلة الأعناق بينها المهار.
الإعراب : «ربّما» : «رب» : حرف جرّ شبيه بالزائد ، و «ما» : حرف كاف. «الجامل» : مبتدأ مرفوع. المؤبل : نعت «الجامل» مرفوع. «فيهم» : جار ومجرور متعلّقان بمحذوف خبر المبتدأ. «وعناجيج» : الواو حرف عطف ، «عناجيج» : معطوف على «الجامل» مرفوع. «بينهن» : ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم. «المهار» : مبتدأ مؤخّر مرفوع.
وجملة : «ربّما الجامل ...» ابتدائيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة : «بينهن المهار» في محلّ رفع نعت «عناجيج». ـ