مع ذلك معنى التعجب ، فتقول : «تالله ما رأيت كزيد» ، متعجبا.
[١٧ ـ معنى «مذ» و «منذ»] :
وأما «مذ» و «منذ» فيكونان غاية وابتداء غاية ، فيكونان غاية إذا كان ما بعدهما بمعنى الحال ، نحو قولك : «ما رأيته منذ يومنا ، أو مذ يومنا». ألا ترى أن «اليوم» هو الغاية التي انقطعت فيها الرؤية. أو كان ما بعدهما معدودا ، نحو قولك : «ما رأيته مذ يومين» ، فغاية انقطاع الرؤية يومان.
ويكونان لابتداء الغاية إذا كان ما بعدها معرفة غير معدود ولا حالا ، نحو : «ما رأيته مذ يوم الجمعة» ، فيوم الجمعة هو أول زمن انقطاع الرؤية ، وسنشيع القول عليهما في بابهما إن شاء الله تعالى.
[١٨ ـ معاني اللام الجارة] :
وأما اللام الجارة فتكون للإضافة على جهة الملك ، نحو : «المال لزيد» ، أو على جهة الاستحقاق ، نحو قولك : «الباب للدار». وتكون للتعجب قسما وغير قسم إلّا أنها يلزمها التعجب في القسم ولا يلزمها في غير ذلك ، وذلك نحو قولك في القسم : «لله لا يبقى أحد» ، إذا أردت القسم على فناء الخلق متعجبا من ذلك. ومثالها للتعجب في غير القسم : «لله أنت» ، تقول ذلك للمخاطب إذا تعجبت منه ، وتكون مقوّية لعمل العامل إذا ضعف عن عمله بتقديم معموله ، نحو قوله : «لزيد ضربت» ، يريد : زيدا ضربت ، قال الله تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ) (١). أي : الرؤيا تعبرون.
ولا تدخل على المفعول إذا كان متأخرا عن عامله إلا في ضرورة شعر ، نحو قوله [من الوافر] :
ولمّا أن تواقفنا قليلا |
|
أنخنا للكلاكل فارتمينا (٢) |
______________________
(١) يوسف : ٤٣.
(٢) تقدم بالرقم ٢٠٨.