أراد : جدّ النقر ، وهذا بالعكس لأنّه إلى متحرك في الوصل.
وأمّا من ذهب إلى أنّها معربة بالحركات والحروف فمذهب فاسد ، لأنّ العامل لا يحدث علامتي إعراب في معرب واحد ، وأيضا فإنّه يؤدّي إلى بقاء «فيك» و «ذي مال» على حرف واحد ، لأنّ الإعراب زائد على الكلمة كما تقدّم.
وأما من ذهب إلى أنّها معربة بالتغيير والانقلاب فمذهبه فاسد ، لأن هذه الأسماء من جملة المفردات كـ «غلام زيد» و «صاحب عمرو» ، وسائر المفردات إنّما تعرب بالحركات فلو كانت معربة بالتغيير والانقلاب لأدّى ذلك إلى خروجها عن نظائرها من المفردات فلم يبق إلّا أنها معربة بالحركات المقدّرات في الحروف ، وهو الصحيح قياسا على نظائرها من الأسماء المفردة.
فإن قيل : لو كانت هذه الأسماء معربة بالحركات المقدرة ، للزم أن تكون بالألف في حال الرفع والنصب والخفض ، لأنّها معتلّة اللام على وزن «فعل» ، وحرف العلة إذا تحرك وانفتح ما قبله انقلب ألفا ، فالجواب أنّه لو لا ما أتبع فيه ما قبل الآخر تنبيها على أنّ العين قد كانت محلّا للإعراب في حال الانفراد لكان كذلك. ونظير ذلك «ابنمن» ، لأنّهم يقولون : «جاءني ابنمن» و «رأيت ابنمن» ، و «مررت بابنمن» ، فيتبعون حركة النون حركة الميم تنبيها على أنّ النون قد كانت محلّا للإعراب قبل زيادة الميم فيقولون : «جاءني ابن» ، و «رأيت ابنا» ، و «مررت بابن» لأنّ معنى «ابن» و «ابنمن» واحد. فإن قيل : إنّما يطرد الإتباع في
______________________
ـ ومغني اللبيب ٢ / ٤٣٤ ؛ وهمع الهوامع ٢ / ١٠٧ ، ٢٠٨.
شرح المفردات : النقر : صوت يسكّن به الفرس عند اضطرابه. الأثافي : هنا بمعنى : الجماعات.
زمر : جماعات.
المعنى : يقول : أنا ابن ماويّة الشجاع البطل إذا حمي وطيس الحرب ، وجاءت الخيل جماعات.
الإعراب : «أنا» : ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ. «ابن» : خبر المبتدأ مرفوع ، وهو مضاف.
«ماويّة» : مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنّه ممنوع من الصرف للعلميّة والتأنيث. «إذ» : ظرف زمان مبنيّ ، متعلّق بمحذوف حال من «ابن ماويّة». «جدّ» : فعل ماض. «النقر» : فاعل مرفوع بالضمّة ، وسكّن للضرورة الشعريّة. «وجاءت» : الواو حرف عطف ، «جاءت» : فعل ماض ، والتاء للتأنيث. «الخيل» : فاعل مرفوع بالضمّة. «أثافي» : حال منصوبة. «زمر» : حال ثانية لـ «الخيل».
وجملة : «أنا ابن ماويّة» ابتدائيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة : «جدّ النقر» في محلّ جرّ بالإضافة. وجملة : «جاءت» معطوفة على جملة «جدّ النقر».
الشاهد فيه قوله : «النقر» ، والأصل «النقر» فنقل الشاعر حركة الراء إلى القاف في الوقف ، وهذا على لغة بعض العرب.