باب القسم
يحتاج في هذا الباب إلى معرفة خمسة أشياء ، القسم ، والمقسم به ، والمقسم عليه ، وحروف القسم ، والحروف التي تعلّق المقسم به بالمقسم عليه.
[١ ـ القسم] :
فأما القسم فهو جملة يؤكّد بها جملة أخرى كلتاهما خبرية.
فقولنا : القسم جملة ، يعني في اللفظ أو في التقدير : فأمّا في اللفظ فقولهم : «أقسم بالله» ، وأما في التقدير فقولك : «بالله» ، «والله» ، لأنّ هذا المجرور متعلق بفعل مضمر للدلالة عليه ، كأنّه قال : أقسم بالله.
وقولنا : يؤكّد بها جملة أخرى ، لأنّ المقسم عليه يكون جملة أبدا ، نحو قولك : «بالله لأفعلنّ» ، و «بالله لزيد فاعل».
وزعم أبو الحسن أنّ جواب القسم قد يكون لام «كي» مع الفعل ، نحو قولك : «بالله ليقوم زيد» ، فعلى هذا يكون الجواب من قبيل المفردات ، لأنّ لام «كي» إنّما تنصب بإضمار «أن» و «أن» وما بعدها بتأويل المصدر ، كأنّك قلت : بالله القيام ، إلا أنّ العرب أجرت ذلك مجرى الجملة لجريان الجملة بالذكر بعد لام «كي» ، فوضعت لذلك «ليفعل» موضع «ليفعلنّ» ، واستدلّ على ذلك بقول الشاعر [من الطويل] :
إذا قلت قدني قال : بالله حلفة |
|
لتغني عنّي ذا إنائك أجمعا |
______________________
٣٧٢ ـ التخريج : البيت لحريث بن عناب في خزانة الأدب ١١ / ٤٣٤ ، ٤٣٥ ، ٤٣٩ ، ٤٤١ ، ٤٤٣ ؛ ـ