[٧ ـ اجتماع القسم والشرط] :
وإذا اجتمع في هذا الباب القسم مع الشرط فيبنى الجواب على الأول منهما وحذف جواب الثاني لدلالة الأول عليه ، فتقول : «والله إن قام زيد ليقومنّ عمرو» ، فتجعل «ليقومنّ» جوابا للقسم وتحذف جواب الشرط ويكون فعل الشرط إذ ذاك ماضيا ، لأنّه لا يجوز حذف جواب الشرط إلّا إذا كان الفعل ماضيا لعلّة تذكر في الشرط.
فالذي يقول من العرب : «أنت ظالم إن فعلت» ، لا يقول : «أنت ظالم إن تفعل» ، فإن قدّمت الشرط ، فقلت : «إن قام زيد والله يقم عمرو» ، بنيت الجواب على الشرط وحذفت جواب القسم لدلالة جواب الشرط عليه المتقدّم في الرتبة ، وإنّما لم تبن الجواب على المتأخر منهما لأنّك لو فعلت ذلك لكنت قد حذفت جواب الأول لدلالة الثاني عليه والباب في المحذوفات التي يفسرها اللفظ أن لا يحذف شيء منها إلّا لتقدّم الدليل عليه. فأما قوله [من الطويل] :
٣٨١ ـ حلفت لها إن يدلج الليل لا يزل |
|
أمامي بيت من بيوتك سائر |
______________________
٣٨١ ـ التخريج : البيت بلا نسبة في خزانة الأدب ١١ / ٣٢٨ ، ٣٣١ ، ٣٤١ ؛ والمقرب ١ / ٢٠٨.
اللغة : أدلج : سار من أول الليل.
الإعراب : حلفت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل ، و «التاء» : ضمير متصل في محل رفع فاعل. لها : جار ومجرور متعلقان بالفعل حلفت. إن : حرف شرط جازم يجزم فعلين مضارعين. يدلج : فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط وحرك بالكسر منعا لالتقاء الساكنين ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هو). الليل : مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة. لا يزل : «لا» : نافية ، «يزل» : فعل مضارع ناقص مجزوم ، لأنه جواب الشرط وعلامة جزمه السكون. أمامي : مفعول فيه ظرف مكان متعلق بخبر (لا يزال) المحذوف ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ جر بالإضافة. بيت : اسم (يزال) مؤخر مرفوع بالضمة. من بيوتك : جار ومجرور متعلقان بصفة لـ (بيت) ، و «الكاف» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة. سائر : صفة لبيت مرفوع مثله.
وجملة «حلفت» : ابتدائية لا محل لها. وجملة «إن يدلج لا يزل» : استئنافية لا محل لها. وجملة «يدلج» : جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها. وجملة «لا يزل أمامي بيت» : جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محلّ لها.
والشاهد فيه قوله : «حلفت لها إن يدلج ...» حيث جعل فعل «حلفت» غير متضمن معنى القسم بل جعله خبرا محضا فسّره بما بعده.