«لأقومنّ» جوابا لقسم واحد عنها ، وبقي سائرها بلا جواب فتحتاج أن تقدّر لكل واحد من الأقسام التالية جوابا محذوفا. فإذا أمكن أن تحمل الكلام على أن لا يكون فيه حذف كان أولى ، ومثل ذلك قوله تعالى : (وَالشَّمْسِ وَضُحاها وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها) (١).
[٩ ـ تضمين أفعال القلوب معنى القسم] :
وقد تضمّن العرب أفعال القلوب كلّها معنى القسم ، نحو : «علمت» و «ظننت» ، قال الله تعالى : (وَظَنُّوا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) (٢). وقال الشاعر [من الكامل] :
ولقد علمت لتأتينّ منيّتي |
|
إنّ المنايا لا تطيش سهامها (٣) |
وغير ذلك من الجمل. إلا أنّه في غير أفعال القلوب موقوف على السماع ، والذي جاء من ذلك : «عليّ عهد الله لأقومنّ» ، و «في ذمتي كذا لأفعلنّ». قال [من الطويل] :
٣٨٢ ـ تساور سوّارا إلى المجد والعلا |
|
وفي ذمّتي لئن فعلت ليفعلا |
______________________
(١) الشمس : ١ ـ ٢.
(٢) فصلت : ٤٨.
(٣) تقدم بالرقم ٥٧.
٣٨٢ ـ التخريج : البيت لليلى الأخيلية في ديوانها ص ١٠١ ؛ وتخليص الشواهد ص ٢٠٧ ؛ وخزانة الأدب ٦ / ٢٤٣ ؛ وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٣١٥ ؛ والشعر والشعراء ص ٤٥٦ ؛ والكتاب ٣ / ٥١٢ ؛ والمقاصد النحوية ١ / ٥٦٩ ؛ وبلا نسبة في المقتضب ٣ / ١١.
اللغة : سوار : هو ابن أوفى القشيري زوج ليلى. تساور : تغالب.
المعنى : تقول الشاعرة : إنك مهما حاولت أن تبلغ مكانة سوار في مآثره ومكارمه ، فلن تبلغ ذلك ، لأنه سيكون قد سبقك إلى خير منه.
الإعراب : تساور : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل : ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. سوارا : مفعول به منصوب بالفتحة. إلى المجد : جار ومجرور متعلقان بالفعل تساور. والعلا : «الواو» : حرف عطف ، «العلا» : اسم معطوف على مجرور ، مجرور مثله بالكسرة المقدرة على الألف. وفي ذمتي : «الواو» : حرف استئناف ، «في» : حرف جر ، «ذمتي» : اسم مجرور ، و «الياء» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف لمبتدأ محذوف والتقدير : في ذمتي قسم. لئن : «اللام» : موطئة للقسم ، «إن» : حرف شرط جازم. فعلت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل ، في محل جزم لأنه فعل الشرط ، و «التاء» : ضمير متصل في محل رفع فاعل. ليفعلا : «اللام» : واقعة في جواب القسم ، «يفعلا» : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة في محل جزم جواب الشرط ، وأبدلت نون التوكيد الخفيفة بألف الإطلاق.