ألا ترى أنه لو ظهر لانكسر البيت ولنصب «الغرب» فتختلف القوافي. وإما لتقارب الأسجاع (١) ، نحو قوله : «ونبذت الصنائع وجهل قدر المعروف» ، ألا ترى أنّه لو ظهر الفاعل فقال : ونبذ الناس الصنائع ، لطال السجع فلم تكن مقاربة للسجع ، والذي بعده مثلها إذا ظهر الفاعل.
[١ ـ أقسام الأفعال بالنسبة لبنائها للمجهول] :
وأما الأفعال فإنّها تنقسم بالنظر إلى بنائها ثلاثة أقسام. قسم اتفق النحويون على أنّه لا يجوز بناؤه للمفعول ، وهو كل فعل لا يتصرف ، نحو : «نعم» ، و «بئس» ، و «عسى» ، وفعل التعجب ، و «ليس» ، و «حبّذا».
وقسم فيه خلاف وهو «كان» وأخواتها. وقسم اتفق النحويون على جواز بنائه للمفعول وهو ما بقي من الأفعال المتصرفة.
وأما الأفعال التي لا تتصرف فلم يجز بنائها للمفعول ، لأنّ في ذلك ضربا من التصرف ، والعرب قد امتنعت من تصرفها فلم يجز لذلك بناؤها لها.
وأما «كان» وأخواتها فمذهب الفراء أنه يجوز بناؤها لما لم يسمّ فاعله وتحذف
______________________
ـ اللغة : الثميلة : بقية الماء في الحفرة التي في الجبل. استنشىء : شمّ. الغرب : الماء يسيل من الحوض.
المعنى : في وصف حمار وحشي في الصيف حيث يشتد العطش.
الإعراب : وأدرك : «الواو» : حسب ما قبلها ، «أدرك» : فعل ماض مبني على الفتح الظاهر ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره (هو) يعود لحمار الوحش. المتبقي : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الياء للضرورة. من ثميلته : جار ومجرور متعلقان بالفعل أدرك ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ومن ثمائلها : «الواو» : حرف عطف ، «من» : حرف جر ، «ثمائل» : اسم مجرور بالكسرة و «ها» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، والجار والمجرور معطوفان على «من ثميلته». واستنشىء : «الواو» : عاطفة ، «استنشىء» : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح الظاهر. الغرب : نائب فاعل مرفوع.
وجملة «أدرك المتبقي» : حسب ما قبلها. وجملة «استنشىء الغرب» : معطوفة على ما قبلها.
والشاهد فيه قوله : «واستنشىء الغرب» حيث لم يسم فاعل الفعل خوفا من انكسار الوزن والقافية.
(١) يريد بالسجع هنا المزاوجة كما سيتّضح من المثل التالي.