كان القياس أن يقول : أليتان وخصيتان. وقد جاء ذلك فيهما على القياس (١). وإن كان معتل الآخر فلا يخلو أن يكون معتلّا بالواو أو بالألف أو بالياء. فإن كان معتلّا بالياء أو بالواو ، نحو : «ظبي» و «غزو» ألحقته العلامتين من غير تغيير ، فتقول : ظبيان وغزوان ، في الرفع ، وظبيين وغزوين في النصب والخفض.
وإن كان معتلّا فلا يخلو أن يكون ثلاثيّا أو رباعيّا أو غير ذلك فإن كان ثلاثيّا ، قلبت الألف إلى أصلها إن كان أصلها ياء قلبتها ياء ، وإن كان أصلها واوا قلبتها واوا ، وألحقت العلامتين ، فتقول : رحيان وعصوان في الرفع ، ورحيين وعصوين ، في النصب والخفض ، في تثنية رحى وعصا ، لأنّك تقول : رحيت بالرحى وعصوت بالعصا ، أي : ضربت بها. فإن جهل أصل الألف فلا يخلو أن تمال الألف ، نحو ؛ «بلى» ، إذا سميت بها ، أو تقلب ياء في حال من الأحوال ، نحو : لدى وعلى وإلى ، إذا سميت بها أيضا ، لأنك تقول : لديه وعليه وإليه ، أو لا تمال ولا تقلب. فإن كانت قد أميلت أو قلبت فتقلبها ياء ، نحو : بليان ولديان وعليان ، وفي «إلى» : إليان في الرفع ، وبليين ولديين وعليين وإليين في النصب والجر. وإن كانت لم تمل ولم تقلب ياء في حال ، نحو : إلى ، إذا سمّيت بها فتقلبها واوا.
وأما أهل الكوفة فيقولون : المعتل الآخر بالألف إن كان ثلاثيّا على وزن «فعل» فالأمر
______________________
ـ المنطق ص ١٨٩ ؛ وخزانة الأدب ٧ / ٥٠٨ ؛ وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٣٦١ ؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١٨٤٧ ؛ وشرح المفصل ٤ / ١٤٣ ، ١٤٤ ، ٦ / ١٦ ، ١٨ ؛ والكتاب ٣ / ٥٦٩ ، ٦٢٤ ؛ ولسان العرب ١١ / ٢٤٩ (دلل) ، ٦٩٢ (هدل) ، ١٤ / ١١٧ (ثنى) ، ٢٣٠ (خصى).
اللغة : التدلدل : التهدّل. ظرف العجوز : مزودها الذي تخزن فيه متاعها. الحنظل : الشجر المرّ المعروف.
المعنى : كأن خصيتيه وعاء عجوز مهترىء فيه ثمرتا حنظل تتحرّكان متدليتين.
الإعراب : كأن : حرف مشبّه بالفعل. خصييه : اسم (كأن) منصوب بالياء لأنه مثنى ، و «الهاء» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. من التدلدل : جار ومجرور متعلقان بالحرف (كأن) لما فيه من معنى التشبيه. ظرف : خبر (كأن) مرفوع بالضمة. عجوز : مضاف إليه مجرور بالكسرة. فيه : جار ومجرور متعلقان بخبر (ثنتا) المحذوف. ثنتا : مبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنّى ، وحذفت النون للإضافة. حنظل : مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة «كأن خصييه ظرف عجوز» ابتدائيّة لا محل لها. وجملة «ثنتا حنظل موجودتان فيه» : في محلّ رفع صفة لـ (ظرف).
والشاهد فيه قوله : «خصييه» حيث ثنّى (خصية) شذوذا على «خصيين» ، والقياس «خصيتان».
(١) انظر الشواهد في لسان العرب (خصي).