وإن اتّفقا في اللفظ غلّب لفظ المذكر على المؤنث ، نحو : قائم وقائمة ، تقول في تثنيتهما : قائمان ، ولا يجوز تغليب المؤنث على المذكر إلّا في «ضبع» للمؤنث وضبعان للمذكّر فإنّك تقول فيهما : ضبعان ، فتغلّب لفظ المؤنّث على المذكر لأنّه أخفّ منه لقلّة حروفه ، وقد جاؤوا به على الأصل فقالوا : ضبعانان ، بتغليب المذكر على المؤنث.
[٤ ـ تعريف الجمع] :
والجمع : ضم اسم إلى أكثر منه بشرط اتفاق الألفاظ والمعاني أو كون المعنى الموجب للتسمية فيهما واحدا.
فقولنا : «ضم اسم» ، تحرّز من الفعل والحرف لأنّهما لا يجمعان ، وقولنا : «إلى أكثر منه» تحرّز من التثنية لأنّها ضم اسم إلى مثله. وقولنا : «بشرط اتفاق الألفاظ» تحرّز من اختلافها. وقولنا : «والمعاني» ، تحرز من اتفاق الألفاظ واختلاف المعاني ، نحو : عين وعين وعين ، إن أردت بإحداها العضو المبصر ، وبالأخرى عين السحاب ، وبالأخرى عين الماء. وقولنا : أو يكون المعنى الموجب للتسمية فيهما واحدا ، تحرّز من اتفاق الألفاظ واختلاف المعاني واتفاق المعنى الموجب للتسمية ، فإنّ ذلك يجوز جمعه ، نحو : الأحامرة ، في اللحم والخمر والزعفران.
فعلى هذا لا تخلو الأسماء أن تتفق في اللفظ أو تختلف ، فإن اختلفت فالعطف ولا يجوز الجمع إلّا فيما غلّب فيه أحد الأسماء على سائرها ، وذلك موقوف على السماع ، نحو : المهالبة في المهلّب وبنيه ، والحوص في الأحوص وإخوته.
وإن اتفقت فلا تخلو المعاني أن تتفق أو تختلف ؛ فإن اختلفت فلا يخلو المعنى الموجب للتسمية من أن يكون واحدا أو لا يكون ، فإن كان واحدا فالجمع نحو : الأحامرة في اللحم والخمر والزعفران ، قال الشاعر [من الكامل] :
٤٧ ـ إنّ الأحامرة الثّلاثة أتلفت |
|
مالي وكنت بهنّ قدما مولعا |
الرّاح واللحم السّمين وأطّلي |
|
بالزّعفران فلا أزال مولّعا |
______________________
٤٧ ـ التخريج : البيتان للأعشى في لسان العرب ٤ / ٢٠٩ (حمر) ؛ وتاج العروس ١١ / ٧٤ (حمر) ؛ ـ