وإن كان صفة فالإسكان ليس إلّا ، نحو : ضخمة وضخمات ، إلّا لفظتان شذّتا وهما : ربعة ولجبة ، قالوا في جمعهما : ربععات ولجبات ، بفتح العين.
وإن كان معتل العين فلا يجوز فيه إلّا إسكان العين ، نحو : جوزة وجوزات وبيضة وبيضات إلا في لغة بني هذيل ، فإنّهم يجرونه مجرى صحيح العين في الفتح فيقولون : جوزات وبيضات.
[٩ ـ اختلاف النحاة في نون المثنى والجمع] :
واختلف الناس في نون الاثنين والجمع ، فمنهم من ذهب إلى أنّها عوض من التنوين فقط ، ومنهم من ذهب إلى أنّها عوض من الحركة مع الألف واللام وعوض من التنوين مع الإضافة ، ومنهم من ذهب إلى أنّها فارقة بين رفع الاثنين ونصب الواحد في حال الوقف. ألا ترى أنّك إذا قلت : «رأيت زيدا» ، ووقفت فإن صورته صورة الاثنين في حال الرفع لو لم تلحق النون. ثم حمل المنصوب في التثنية والمخفوض على المرفوع في لحاق النون. وكذلك حمل الجمع على التثنية في لحاق النون وهو مذهب الفرّاء. ومنهم من ذهب إلى أنّها عوض من تنوينين في التثنية ومن تنوينات في الجمع. فإذا قلت : زيدان : فالنون عوض من التنوين في «زيد وزيد» ، وإذا قلت : زيدون ، فالنون عوض من التنوينات في زيود ، وهو مذهب ابن يحيى من الكوفيين. ومنهم من ذهب إلى أن هذه النون زيدت في الآخر ليظهر فيها حكم الحركة والتنوين اللذين كانا في المفرد ، وليست بعوض ، وهو الصحيح وإليه ذهب سيبويه.
______________________
ـ مفعول به. اللمّة : اسم منصوب بنزع الخافض ، بتقدير (تدلننا على اللمة). من لماتها : جار ومجرور متعلّقان بمحذوف صفة لـ (اللمة) ، و «ها» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. أو تستريح : «أو» : حرف عطف.
«تستريح» : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد (أو) ، والمصدر المؤول من (أن) المقدرة ، ومن الفعل (تستريح) معطوف على مصدر منتزع مما تقدم. النفس : فاعل مرفوع بالضمّة. من زفراتها : جار ومجرور متعلقان بـ (تستريح) ، و «ها» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة.
وجملة «علّ صروف تدلننا ...» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «تدلننا» : في محلّ رفع خبر (علّ).
وجملة «فتستريح» : صلة الموصول الحرفي لا محل لها.
والشاهد فيه قوله : «زفراتها» حيث سكّن الفاء ضرورة.