ولكن : بسكون النون موضوعة للاستدراك (١) ، ويشترط في العطف بها ثلاثة أمور :
أحدها : إفراد معطوفها (٢).
والثاني : وقوعها بعد نفي أو نهي.
والثالث : عدم اقترانها بالواو (٣).
مثال المستوفية للشروط نحو : ما مررت برجل صالح لكن طالح (٤) ، ونحو : لا يقم زيد لكن عمرو (٥).
__________________
(١) فتفيد إثبات إثبات نقيض ما قبلها لما بعدها.
(٢) فإن وقعت بعد جملة فهي حرف ابتداء واستدراك لا عاطفة ، ويجوز حينئذ أن تستعمل بالواو نحو : (وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ).
(٣) فإن اقترنت بالواو فهي حرف ابتداء واستدراك ، وإذا كان ما بعدها مفردا قدر معه ما تتم به الجملة نحو : (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ) أي ولكن كان رسول الله.
(٤) ما مررت برجل صالح لكن طالح : ما : نافية. مررت : فعل وفاعل ؛ مر : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. برجل : جار ومجرور ؛ الباء : حرف جر ، رجل : مجرور بالباء وعلامة جره كسر آخره. صالح : نعت لرجل والنعت يتبع المنعوت في إعرابه تبعه في جره وعلامة جره كسر آخره. لكن : حرف عطف واستدراك. طالح : معطوف على ما قبله والمعطوف على المجرور مجرور وعلامة جره كسر آخره.
(٥) لا يقم زيد لكن عمرو : لا : ناهية. يقم : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه سكون آخره. زيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.