وله : [من المنسرح]
زور ملوك عليه أبّهة |
|
يغرف من شعره ومن خطبه (١) |
لله ما راح في جوانحه |
|
من لؤلؤ لا ينام عن طلبه |
يخرج من فيه للنّدى ، كما |
|
يخرج ضوء السّراج من لهبه (٢) |
أبو شريح العمير : [من الوافر]
فإن أهلك فقد أبقيت بعدي |
|
قوافي تعجب المتمثّلينا |
لذيذات المقاطع محكمات |
|
لو أنّ الشّعر يلبس لارتدينا (٣) |
الفرزدق : [من الوافر]
بلغنا الشّمس حين تكون شرقا |
|
ومسقط قرنها من حيث غابا |
بكلّ ثنيّة وبكلّ ثغر |
|
غرائبهنّ تنتسب انتسابا (٤) |
ابن ميّادة : [من الطويل]
__________________
الفرّاء : الموئل : المنجي وهو الملجأ. وغاض ضياء العين : غاب نور العين. والنور : الزهر الأبيض واحدته نورة. وقال هذه الأبيات بعد أن قال : إن عدم النظر يقوّي ذكاء القلب ويقطع عنه الشغل بما ينظر إليه من الأشياء فيتوفّر حسّه وتذكو قريحته. والحزن والحزن : نقيض الفرح ، والسّهل : نقيض الحزن.
(١) الزور : الزائر يستوي فيه المذكر والمؤنث والمفرد وغيره لأنه مفرد في الأصل.
(٢) النديّ كالنّادي : مجلس القوم نهارا ، والنادي مجتمع القوم وأهل المجلس.
(٣) قال الشيخ شاكر في تعليقه على هذين البيتين : لم أعرف أبا شريح العمير ، وهو في مجموعة المعاني (١٧٨) لشاعر جاهلي ، وفي البيان والتبيين (١ / ٢٢٢) ، وديوان المعاني (١ / ٨) ، وغير منسوب وانفرد صاحب حماسة الشجري بنسبته إلى ابن ميادة وهذا خطأ أو سهو ؛ لأنه فيما أرجح أخذه من البيان والتبيين لأن الجاحظ عقد بابا فقال : «ووصفوا كلامهم في أشعارهم فجعلوها كبرود العصب ، وكالعلل والمعاطف ، والديباج والوشي وأشباه ذلك. وأنشدني أبو الجماهير جندب بن مدرك الهلالي» وذكر أبياتا ثم قال : «وأنشدني لابن ميادة :
نعم إنني مهد ثناء ومدحة |
|
كبرد اليماني يربح البيع تاجره |
وأنشد ثم ذكر البيتين ، فاختلط الأمر على الشجري في نقله إلى حماسته ، فنسبه لابن ميادة. وهذا شعر فاخر انتهى كلام الشيخ ـ رحمهالله ـ.
(٤) البيتان في الديوان (١ / ١٠٤) من قصيدة قالها يناقض جريرا مطلعها :
أنا ابن العاصمين بني تميم |
|
إذا ما أعظم الحدثان نابا |
والثنية : واحدة الثنايا من السّنّ والثنيّة من الأضراس : أول ما في الفم والثنية : طريق العقبة أو الطريقة في الحيل كالنّقب. والثغر : الأسنان في منابتها. يريد أن يقول : إن غرائب قصائده مشهورة فقد طافت بكل طريق وترددت على كل لسان فلم تترك مكانا إلا هبطته ولا ثغرا إلا شرفته بنطقها وبين هذا وذاك فإن نسبتها إليه معروفة غير مجهولة.