[كان] (١) سهل بن عبد الله [رضياللهعنه] (٢) يقول : «لو أعطي العبد [بكل حرف] (٣) من القرآن ألف فهم لم يبلغ نهاية ما أودعه الله في آية (٤) من كتابه ؛ لأنه كلام الله ، وكلامه صفته. وكما أنه (٥) ليس لله نهاية ، فكذلك لا نهاية لفهم كلامه ؛ وإنما يفهم كلّ مقدار ما يفتح [الله] (٦) عليه. وكلام الله غير مخلوق ، ولا تبلغ إلى نهاية فهمه فهوم [٢ / أ] محدثة مخلوقة».
ولما كانت علوم القرآن لا تنحصر ، ومعانيه لا تستقصى ، وجبت العناية بالقدر الممكن. ومما فات المتقدمين وضع كتاب يشتمل على أنواع علومه ، كما وضع الناس ذلك بالنسبة إلى علم الحديث ؛ فاستخرت الله تعالى ـ وله الحمد ـ في وضع كتاب في ذلك جامع لما تكلّم الناس في فنونه ، وخاضوا في نكته وعيونه ، وضمّنته من المعاني الأنيقة ، والحكم الرشيقة ، ما يهزّ القلوب [طربا ، ويبهر العقول] (٧) عجبا ؛ ليكون مفتاحا لأبوابه ، [و] (٨) عنوانا على كتابه : معينا للمفسّر على حقائقه ، [و] (٨) مطلعا على بعض أسراره ودقائقه ؛ والله المخلّص والمعين ، وعليه أتوكل ، وبه أستعين ، وسميته : «البرهان في علوم القرآن».
وهذه فهرست أنواعه :
الأول : الثاني : الثالث : الرابع : الخامس : السادس : السابع : |
معرفة سبب النزول. معرفة المناسبات (٩) بين الآيات. معرفة الفواصل. معرفة الوجوه والنظائر. علم المتشابه. علم المبهمات. في أسرار الفواتح |
__________________
(١) ساقطة من المخطوطة.
(٢) هو سهل بن عبد الله التّستري ، صاحب كرامات ، لقي ذا النون ، وكان له اجتهاد ورياضات ، وهو ورع ، سكن البصرة زمانا وعبادان مدّة. من كلامه : «من صبر على مخالفة نفسه ، أوصله الله إلى مقام أنسه». توفي بتستر سنة (٢٧٣) وقيل (٢٨٣) (ابن الملقّن ، طبقات الأولياء ٢٣٢).
(٣) يوجد طمس في المخطوطة مكان هاتين الكلمتين.
(٤) في المخطوطة : (آيات).
(٥) في المخطوطة : (أن).
(٦) ساقطة من المخطوطة.
(٧) ساقطة من المخطوطة.
(٨) ساقطة من المخطوطة.
(٩) في المخطوطة : (المناسبة).