كلّ [من] (١) باشر ذلك القبيح ؛ وليكون جاريا مجرى التعريض بالوارد فيه ؛ فإنّ ذلك أزجر له ، وأنكى فيه» (٢).
واعلم أنه قد يكون النزول سابقا على الحكم ؛ وهذا كقوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) (الأعلى : ١٤) ؛ فإنه يستدلّ بها على زكاة الفطر ؛ روى البيهقي (٣) بسنده إلى ابن عمر أنها نزلت في زكاة رمضان ؛ ثم أسند مرفوعا نحوه. وقال بعضهم : «لا أدري ما وجه هذا التأويل! لأن هذه السورة مكّية ؛ ولم يكن بمكّة عيد ولا زكاة». وأجاب البغوي (٤) في «تفسيره» (بأنه يجوز أن يكون النزول سابقا على الحكم ؛ كما قال : (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ* وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ) (البلد : ١ ٢) ؛ فالسورة مكية ، وظهر أثر الحلّ يوم فتح مكّة ؛ حتّى قال عليهالسلام : «أحلّت لي ساعة من نهار (٥)»
__________________
(١) ساقطة من المخطوطة ، وهي من المطبوعة.
(٢) انظر قوله في «الكشاف» ٤ / ٢٣٢.
(٣) السنن الكبرى ٤ / ١٥٩ كتاب الزكاة ، باب جماع أبواب زكاة الفطر ، من رواية ابن عمر وعزاه السيوطي لابن مردويه (الدر المنثور ٦ / ٣٤٠).
(٤) هو الحسين بن مسعود الفراء أبو محمد البغوي الملقب ب «محيي السنّة» قدره عال في الدين وفي التفسير والحديث وفي الفقه ، متسع الدائرة نقلا وتحقيقا. كان رجلا مخشوشنا يأكل الخبز والزيت. وكان لا يلقي الدرس إلا على طهارة. سمع الحديث من جماعات. له تصانيف شهيرة أهمها : «شرح السنة» و «مصابيح السنة» والتفسير المسمّى «معالم التنزيل». توفي سنة ٥١٦. (السبكي طبقات الشافعية ٤ / ٢١٤). وتفسيره «معالم التنزيل» ، مطبوع ومتداول. طبع في بومباي سنة ١٢٩٦ ه / ١٨٧٨ م وطبع بهامش «لباب التأويل في معاني التنزيل» للخازن البغدادي في مصر سنة ١٣٣١ ه / ١٩١٢ م وطبع في بلاد العجم على الحجر دون تاريخ وذكر محل طبعه بأربعة أجزاء ، (سركيس ، معجم المطبوعات العربية والمعربة : ٥٧٣) وطبع بهامش تفسير ابن كثير وبآخره فضائل القرآن لابن كثير في مطبعة المنار بالقاهرة سنة ١٣٤٧ ه / ١٩٢٨ م. وطبع في دار الفكر ببيروت سنة ١٤٠٤ ه / ١٩٨٤ م في أربع مجلدات ، وطبع بدار المعرفة ببيروت بتحقيق خالد العك ومروان سوار سنة ١٤٠٥ ه / ١٩٨٥ م ويقوم بتحقيقه الأستاذ بدر الدين شيخ إلياس سجابي كرسالة دكتوراه في جامعة الإمام محمد بالرياض.
(٥) الحديث متفق عليه من رواية أبي هريرة وابن عباس ، أمّا رواية أبي هريرة فأخرجها البخاري في صحيحه ١ / ٢٠٥ كتاب العلم (٣) ، باب كتابة العلم (٣٩) الحديث (١١٢) وأخرجه في ٥ / ٨٧ كتاب اللقطة (٤٥) ، باب كيف تعرّف لقطة أهل مكة (٧) الحديث (٢٤٣٤) وأخرجه في ١٢ / ٢٠٥ كتاب الديات (٨٧) ، باب من قتل له قتيل فهو بخير النظرين (٨) الحديث (٦٨٨٠) وأخرجه مسلم في صحيحه ٢ / ٩٨٨ كتاب الحج (١٥) باب تحريم مكة وصيدها وخلاها وشجرها ولقطتها. (٨٢) الحديث (٤٤٧ / ١٣٥٥) و (٤٤٨ /...) وأخرج البخاري رواية ابن عباس في ٣ / ٢١٣ كتاب الجنائز (٢٢) ، باب الإذخر والحشيش في القبر (٧٦) الحديث