بقوله : (أَجْراً) ، ثم زاد الفاصلة لمناسبة رءوس الآي ؛ فأوغل بها كما ترى ؛ حيث (١) أتى بها لقصد معنى زائد (٢) على معنى الكلام.
فصل في ضابط الفواصل
ذكره الجعبري (٣) ؛ ولمعرفتها طريقان : توقيفيّ وقياسيّ :
(الأول) : التوقيفيّ ، روى أبو داود عن أم سلمة : «لما سئلت عن قراءة رسول الله صلىاللهعليهوسلم قالت. «كان يقطّع قراءته آية آية. وقرأت : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ...) إلى (الدِّينِ) ، تقف على كل آية» (٤). (٥) [فمعنى «يقطّع قراءته آية آية» ؛ أي يقف على كلّ آية ؛] (٥) وإنما كانت قراءته صلىاللهعليهوسلم كذلك ليعلم رءوس الآي.
قال : «ووهم فيه من سمّاه وقف السنّة ؛ لأن فعله عليهالسلام إن كان تعبّدا فهو مشروع لنا ، وإن كان لغيره فلا. فما وقف عليهالسلام (٦) دائما تحققنا أنه فاصلة ، وما وصله دائما تحققنا أنه ليس بفاصلة ، وما وقف عليه مرة ووصله أخرى احتمل الوقف أن يكون لتعريفهما ، أو لتعريف الوقف التام ، أو للاستراحة. والوصل أن يكون غير فاصلة ، أو فاصلة وصلها لتقدّم تعريفها».
__________________
(١) في المطبوعة : (حتى).
(٢) العبارة في المطبوعة : (تفيد معنى زائدا).
(٣) هو إبراهيم بن عمر بن إبراهيم الجعبري ، تقدمت ترجمته ص : ١٤٩.
(٤) الحديث من رواية ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة رضياللهعنها ، أخرجه أحمد في المسند ٦ / ٣٠٢ وأخرجه أبو داود في السنن ٤ / ٢٩٤ ، كتاب الحروف والقراءات (٢٤) ، باب (١) الحديث (٤٠٠١) وقال أبو داود ، سمعت أحمد يقول : القراءة القديمة (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) وأخرجه الترمذي في السنن ٥ / ١٨٥ كتاب القراءات (٤٧) ، باب فاتحة الكتاب (١) الحديث (٢٩٢٧) وقال «هذا حديث غريب ، وبه يقول أبو عبيد ويختاره ، هكذا روى يحيى بن سعيد الأموي وغيره عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أمّ سلمة ، وليس إسناده بمتصل لأنّ الليث بن سعد روى هذا الحديث عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مملك عن أمّ سلمة وحديث الليث أصح ، وليس في حديث الليث : وكان يقرأ (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)» وأخرجه الدار قطني في السنن ١ / ٣١٢ كتاب الصلاة (٣) باب وجوب قراءة (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) الحديث (٣٧) وقال : «إسناده صحيح وكلهم ثقات» وأخرجه الحاكم في المستدرك ٢ / ٢٣٢ كتاب التفسير ، باب كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقطع قراءته ، وقال «صحيح على شرط الشيخين ، وأقرّه الذهبي».
(٥) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة ، وهو من المطبوعة.
(٦) في المطبوعة : (السلام عليه).