(الآية : ١٨٨) فقدّم الخير على السوء ، فكذلك (١) قدم النفع على الضّرر. أما في «الرعد» فلتقدم التطوّع (٢) في قوله : (طَوْعاً وَكَرْهاً) (٣) (الآية : ١٥..) [و] أما (٤) في «سبأ» فلتقدم البسط في قوله : (يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ) (الآية : ٣٦). وفي «يونس» قدم [الضرّ] (٥) على الأصل ولموافقة ما قبلها فإن فيها (٦) : (ما لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ) (الآية : ١٨) وفيها : (وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ) (الآية : ١٢) فتكون الآية ثلاث مرات.
وكذلك ما جاء بلفظ الفعل فلسابقة معنى يتضمن نفعا.
أما «الأنعام» ففيها : (لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ ، وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْها) (الآية : ٧٠) ، ثم [وصله] (٧) بقوله : (قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا) (الآية : ٧١).
وفي «يونس» [تقدّم] (٨) قوله : (ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ) (الآية : ١٠٣) ، ثم قال : (وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ) (الآية : ١٠٦).
وفي الأنبياء ، تقدم قول الكفار لإبراهيم في المجادلة : (لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ* قالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ) (الآيتان : ٦٥ ـ ٦٦).
وفي «الفرقان» تقدم : (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَ) (الآية : ٤٥) نعما جمّة في الآيات ، ثم قال : (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ) (الآية : ٥٥).
فتأمّل هذه المواضع المطّردة التي [هي] (٩) أعظم اتساقا من العقود. ومن أمثلته قوله تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ) (البقرة : ٤٨). ثم قال سبحانه [بعد مائة وثلاثين آية من] (١٠) في السورة : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً...) (الآية : ١٢٣).
__________________
(١) في المطبوعة : (وكذا).
(٢) في المطبوعة : (الطوع).
(٣) تصحّفت في المطبوعة إلى : (أو كرها).
(٤) سقطت الواو من المطبوعة.
(٥) ساقطة من المخطوطة.
(٦) تصحّفت في المخطوطة إلى : (قبلها).
(٧) في المخطوطة : (وقبله ثم).
(٨) ساقطة من المخطوطة.
(٩) ساقطة من المخطوطة.
(١٠) ما بين الحاصرتين من المخطوطة ، وهو ساقط من المطبوعة ، والفرق بين الآيتين (٧٥) آية ، فتأمّل!