(سَبَّحَ لِلَّهِ) ، في الحديد والحشر والصف ؛ لانه أسبق الزمانين ، ثم بالمستقبل في الجمعة والتغابن ، ثم بالأمر في سورة الأعلى استيعابا لهذه الكلمة من جميع جهاتها ، وهي أربع : المصدر ، والماضي ، والمستقبل والأمر المخاطب ، فهذه أعجوبة وبرهان.
الثاني : استفتاح السّور بحروف التّهجّي
نحو : [(الم)] (١) ، (المص المر) [(الر)] (٢) ، (كهيعص) ، (طه) ، (طس) ، (طسم) [(يس) ، (ص)] (٢) (حم حم عسق) ، (ق) ، (ن). وذلك في تسع وعشرين سورة.
قال الزمخشريّ :» وإذا تأملت الحروف التي افتتح الله بها السور وجدتها نصف أسامي حروف المعجم ، أربعة عشر : الألف ، واللام ، والميم ، والصاد ، والراء ، والكاف ، والهاء ، والياء ، والعين ، والطاء ، والسين ، والحاء ، والقاف ، والنون. في تسع وعشرين [سورة] (٣) عدد حروف المعجم. ثم تجدها مشتملة على (٤) أنصاف أجناس الحروف (٤) : المهموسة والمجهورة والشديدة [والرخوة] (٣) والمطبقة [والمنفتحة] (٥) والمستعلية والمنخفضة وحروف القلقلة. ثم إذا استقريت الكلام تجد هذه الحروف [هي أكثر] (٥) دورا مما بقي ، ودليله أنّ الألف واللام لمّا كانت أكثر تداورا جاءت في معظم هذه الفواتح ، فسبحان الذي دقّت في كل شيء حكمته!» (٦). انتهى.
قيل : وبقي عليه من الأصناف : الشديدة والمنفتحة ، وقد ذكر تعالى نصفها. أما حروف الصفير فهي ثلاثة ليس لها نصف ؛ فجاء منها السين والصاد ، ولم يبق إلا الزاي. وكذلك الحروف اللينة ثلاثة ، ذكر منها اثنين : الألف والياء ، أما المكرر وهو (٧) الراء ،
__________________
(١) زيادة من المطبوعة ليست في المخطوطة.
(٢) ساقطة من المطبوعة وهي في المخطوطة.
(٣) ساقطة من المخطوطة والمطبوعة ، وهي عند الزمخشري ١ / ١٧.
(٤) في المخطوطة : (أنصاف الحروف) ، وفي المطبوعة : (أصناف أجناس الحروف) ، والتصويب من الزمخشري.
(٥) ساقطة من المخطوطة : وهي عند الزمخشري ١ / ١٧.
(٦) الكشاف ١ / ١٧ ، في الكلام على أول سورة البقرة ، بتصرف في النقل.
(٧) تصحّفت في المخطوطة إلى (الزاي والهاء).