فصل
ومن أسراره [مناسبة] (١) فواتح السور وخواتمها. وتأمل سورة القصص وبداءتها بقصّة مبدأ أمر موسى ونصرته ، وقوله : (فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ) (القصص : ١٧) ، وخروجه من وطنه ونصرته وإسعافه بالمكالمة ، وختمها بأمر النبي صلىاللهعليهوسلم بألاّ يكون ظهيرا للكافرين (٢) ، وتسليته بخروجه من مكّة والوعد بعوده إليها بقوله [في أول السورة] : (٣) (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) (٣) (القصص : ٨٥).
قال الزمخشري : «وقد جعل الله (٤) [فاتحة سورة المؤمنين (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) (المؤمنون : ١) وأورد في خاتمتها : (إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ) (المؤمنون : ١١٧) ، فشتان ما بين الفاتحة والخاتمة» (٥).
فصل
ومن أسراره مناسبة] (٤) فاتحة السورة بخاتمة التي قبلها ؛ حتى إن منها ما يظهر تعلّقها [به] (٤) لفظا كما قال في : (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) (الفيل : ٥) ، (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ) (قريش : ١).
وفي الكواشي (٦) : «لما ختم سورة النساء آمرا بالتوحيد والعدل بين العباد ، أكد ذلك بقوله (٧) [في أول سورة المائدة] (٧) : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) (المائدة : ١)».
__________________
(١) ساقطة من المخطوطة.
(٢) في المخطوطة : (للمجرمين).
(٣) تصحّفت في المخطوطة إلى : (إنّا رادّوه إليك) ١٨٦.
(٤) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٥) الزمخشري ، الكشاف ٣ / ٥٨ ، آخر سورة المؤمنون.
(٦) هو تفسير لأحمد بن يوسف بن حسن ، موفق الدين الكواشي المفسّر الفقيه الشافعي ، برع في العربية والقراءات والتفسير. وقرأ على والده والسخاوي. وكان عديم النظير زهدا وصلاحا وتبتلا وصدقا وله كشف وكرامات. له من المصنّفات «التفسير الكبير» و «التفسير الصغير» وعليه اعتمد الشيخ جلال الدين المحلي في تفسيره ، توفي سنة ٦٨٠ ه (السيوطي ، بغية الوعاة ١ / ٤٠١) ، ويوجد له تفسير باسم «تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر» مخطوط في التيمورية : ١٣٥ ، وهو التفسير الكبير لأن المؤلف اختصره (انظر فهرس معهد المخطوطات بالقاهرة ١ / ٣١) ومن التفسير الكبير أيضا أربع نسخ في الأزهرية الأولى برقم ٢٤٠ ومنها صورة ميكروفيلمية بمركز البحث العلمي بمكة : ٧٠ ، والثانية برقم : ٥١٨ ، والثالثة برقم : ٢١٨ ، والرابعة برقم : ٣٣٥٧ (معجم مصنفات القرآن : ٢ / ٢٠٨).
(٧) ساقطة من المخطوطة.