ومنهم من يقدّم المائدة على التوبة ، «وقرأ النبي صلىاللهعليهوسلم [سورة] (١) المائدة في خطبته [يوم] (١) حجة الوداع وقال : يأيها الناس ، إن آخر القرآن نزولا سورة المائدة ، فأحلّوا حلالها ، وحرّموا حرامها» (٢).
فهذا ترتيب ما نزل بالمدينة.
وأما ما اختلفوا فيه
ففاتحة الكتاب ، قال ابن عباس والضحاك ومقاتل وعطاء : إنها مكّية ، وقال مجاهد : مدنية (٣).
واختلفوا في (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) فقال ابن عباس : مدنية ؛ وقال عطاء : هي آخر ما نزل بمكة (٣) ، فجميع ما نزل بمكة خمس وثمانون سورة ، وجميع ما نزل بالمدينة تسع وعشرون سورة ، على اختلاف الروايات.
ذكر [ترتيب] (٤) ما نزل بمكة وحكمه مدنيّ
منها قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ...) (الحجرات : ١٣) الآية ، ولها قصة يطول بذكرها الكتاب ونزولها بمكة يوم فتحها (٥) ، وهي مدنية لأنها نزلت بعد الهجرة.
ومنها قوله في المائدة : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) (المائدة : ٣) إلى قوله :
__________________
(١) سقطت من المطبوعة.
(٢) الحديث أخرجه عبد بن حميد من رواية ابن عباس «أن النبي صلىاللهعليهوسلم قرأ في خطبته سورة المائدة وسورة التوبة ، ثم قال النبي صلىاللهعليهوسلم : أحلّوا ما أحلّ الله منهما ، وحرّموا ما حرّم الله منهما» (المطالب العالية لابن حجر ٣ / ٣٢٦). وأخرج الترمذي في سننه ٥ / ٢٦١ في كتاب التفسير الحديث (٣٠٦٣) عن عبد الله بن عمرو قال : «آخر سورة أنزلت المائدة». وأخرجه الحاكم في مستدركه ٢ / ٣١١ وأخرج عن جبير بن نفير قال : «حججت فدخلت على عائشة رضياللهعنها فقالت لي : يا جبير تقرأ المائدة؟ فقلت : نعم ، قالت : أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه ، وما وجدتم من حرام فحرّموه ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وأقرّه الذهبي ، وسيأتي الكلام عن آخر ما نزل في النوع التالي ، وهو النوع العاشر وبيان الأحاديث الواردة فيه إن شاء الله.
(٣) انظر تخريج هذه الأقوال في الملحق برقم (٩) و (١٠).
(٤) سقطت من المطبوعة.
(٥) انظر تخريج القصة في الملحق برقم (١١).