(الْخاسِرِينَ) (المائدة : ٥) نزلت يوم الجمعة والناس وقوف بعرفات ، فبركت ناقة النبي صلىاللهعليهوسلم من هيبة القرآن (١). وهي مدنية لنزولها بعد الهجرة ، وهي عدة آيات يطول ذكرها.
ذكر ما نزل بالمدينة وحكمه مكّيّ
منه الممتحنة إلى آخرها ؛ وهي قصة حاطب بن أبي بلتعة (٢) وسارة والكتاب الذي دفعه إليها ـ وقصتها مشهورة (٣) ـ فخاطب [بها] (٤) أهل مكة.
ومنها قوله تعالى في سورة النحل : (وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا...) (النحل : ٤١) إلى آخر السورة ، مدنيات يخاطب بها أهل مكة.
ومنها سورة الرعد يخاطب أهل مكة ، وهي مدنية.
ومن أول براءة إلى قوله [تعالى] : (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) (التوبة : ٢٨) خطاب لمشركي مكة ؛ وهي مدنية فهذا من جملة ما نزل بمكة في أهل المدينة وحكمه مدنيّ (٥) ، وما نزل بالمدينة في أهل مكة (٥) وحكمه مكّيّ.
ما يشبه تنزيل المدينة في السور المكية
من ذلك قوله تعالى في النجم : (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ) (الآية : ٣٢) (٦) [يعني كلّ ذنب عاقبته النار] (٦) (وَالْفَواحِشَ) يعني كلّ ذنب فيه حدّ (إِلاَّ اللَّمَمَ) ، وهو بين الحدّين من الذنوب ، نزلت في نبهان (٧) والمرأة التي راودها عن نفسها فأبت ؛ والقصة مشهورة واستقرت الرواية بما قلنا ؛ والدليل على صحته أنه لم يكن بمكة حدّ ولا غزو.
__________________
(١) انظر تخريج الرواية في الملحق برقم (١٢).
(٢) هو حاطب بن أبي بلتعة ابن عمرو اللخمي ، صحابي جليل. كان أحد فرسان قريش في الجاهلية وشعرائها. اتّفق على شهوده بدرا ، وقد ثبت ذلك في الصحيحين. وشهد الحديبية أيضا. توفي سنة (٣٠) في خلافة عثمان رضياللهعنه (ابن حجر ، الإصابة في تمييز الصحابة ١ / ٢٩٩) وانظر ترجمة «سارة» في الملحق برقم (١٣).
(٣) أخرجها البخاري في صحيحه (بشرح الحافظ ابن حجر) ٨ / ٦٣٣ ، كتاب التفسير (٦٥) ، باب (١) من سورة الممتحنة ، الحديث (٤٨٩٠). وأول الحديث : عن علي قال : بعثني رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنا والزبير والمقداد قال انطلقوا حتّى تأتوا روضة خاخ فإنّ بها ظعينة معها كتاب...» ، وانظر تخريجه عن مسلم في الملحق برقم (١٤).
(٤) سقطت من المخطوطة.
(٥) تصحّفت العبارة في المطبوعة كالتالي : (وما أنزل في المدينة).
(٦) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٧) هو الصحابي الجليل نبهان التمّار. أخرج مقاتل بن سليمان في تفسيره في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا