(الأنعام : ٩٣) ، وذلك أنه كان يكتب لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأنزل الله جل ذكره : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ) (المؤمنون : ١٢) ، فأملاها عليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فلما بلغ قوله : (ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ) (المؤمنون : ١٤) ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : اكتب (فَتَبارَكَ) [٢٧ / ب](اللهُ..) الآية ، فقال : إن كنت نبيا فأنا نبيّ ؛ لأنه خطر ببالي ما أمليت عليّ ، فلحق كافرا.
وأما قوله [تعالى] : (أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ) (الأنعام : ٩٣) ، فإنه نزل في مسيلمة الكذاب (١) ، حين زعم أن الله سبحانه [وتعالى] أوحى إليه ، وثلاث آيات من آخرها : (قُلْ تَعالَوْا) (الآية : ١٥١) ، إلى قوله : (تَتَّقُونَ) (الآية : ١٥٣).
سورة الأعراف ، [كلّها] مكية إلا ثمان (٢) آيات : (وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ) (الآية : ١٦٣) إلى قوله : (وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ) (الآية : ١٧١).
سورة إبراهيم : مكية ، غير آيتين (٣) نزلتا في قتلى بدر (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً...) إلى آخر (الآيتين : ٢٨ و ٢٩).
سورة النحل : مكية إلى قوله : (وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا) (الآية : ٤١) والباقي مدنيّ.
سورة بني إسرائيل : مكية غير قوله : (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) (الإسراء : ٧٣) يعني ثقيفا ، وله قصة (٤).
__________________
والأثر أخرجه من رواية ابن عباس رضياللهعنه ، أبو داود في سننه ٤ / ٥٢٧ كتاب الحدود (٣٢) ، باب الحكم فيمن ارتد (١) الحديث (٤٣٥٨ ـ ٤٣٥٩) وأخرجه النسائي في سننه ٧ / ١٠٧ كتاب تحريم الدم (٢٧) ، باب توبة المرتد (١٥) الحديث (٤٠٦٨ ـ ٤٠٦٩) والحاكم في المستدرك ٣ / ٤٥ كتاب المغازي والسرايا.
(١) هو عدو الله مسيلمة بن حبيب الكذّاب من بني حنيفة أتى وقومه إلى النبيّ صلىاللهعليهوسلم فأسلموا. فلمّا انتهى إلى اليمامة ارتدّ عدو الله وتنبأ وتكذّب لهم وقال : إني قد أشركت في الأمر معه. ثم جعل يسجع السجعات مضاهاة للقرآن قتل على يد الصحابي (وحشي) في معركة المرتدين باليمامة (الطبري ، تاريخ الأمم والملوك ٣ / ١٣٧ وما بعدها) وأخرج الأثر من رواية عكرمة وقتادة ، رضياللهعنهما ، ابن جرير في تفسيره ٧ / ١٨١.
(٢) انظر الملحق برقم (٢٧).
(٣) انظر الملحق برقم (٢٨).
(٤) ذكرها ابن جرير في تفسيره ١٥ / ٨٨ من رواية ابن عبّاس رضياللهعنه وذلك أنّ ثقيفا كانوا قالوا للنبي صلىاللهعليهوسلم : يا رسول الله أجّلنا سنة حتى يهدى لآلهتنا فإذا قبضنا الذي يهدى لآلهتنا أخذناه ثم أسلمنا وكسرنا الآلهة ، فهمّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يعطيهم وأن يؤجلهم فقال الله : (وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً)