الثمانية الذين قدموا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم مكّة ، فعرض عليهم الإسلام فأسلموا ؛ وهو (١) أول من أسلم من الأنصار ، قرأها على أهل المدينة في بني زريق ، فأسلم يومئذ بيوت من الأنصار ؛ روى ذلك يزيد بن رومان (٢) عن عطاء بن يسار عن ابن عباس ؛ ثم حمل بعدها : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ...) (سورة الإخلاص) إلى آخرها. ثم حمل بعدها الآية التي في الأعراف : (قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً) إلى قوله (تَهْتَدُونَ) (الآية : ١٥٨) فأسلم عليها طوائف من أهل المدينة ، وله قصة (٣).
ما حمل من المدينة إلى مكة
من ذلك الأنفال التي في البقرة : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ...) (الآية : ٢١٧) وذلك حين أورد عبد الله بن جحش (٤) كتاب مسلمي مكة على رسول الله صلىاللهعليهوسلم : بأن المشركين عيّرونا قتل ابن الحضرميّ (٥) وأخذ الأموال والأسارى في الشهر الحرام ، فكتب بذلك عبد الله بن جحش إلى مسلمي مكة ؛ إن عيّروكم فعيّروهم بما صنعوا بكم (٦).
ثم حملت آية الرّبا من المدينة إلى مكة في حضور ثقيف وبني المغيرة إلى عتّاب بن أسيد (٧) عامل رسول الله صلىاللهعليهوسلم على مكة ، فقرأ عتّاب عليهم : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا
__________________
(١) تصحّفت في المطبوعة إلى : (وهم).
(٢) هو يزيد بن رومان الأسدي أبو روح المدني. روى عن ابن الزبير وأنس وعبيد الله وغيرهم. وروى عنه هشام بن عروة وعبيد الله بن عمر بن حفص وسلمة بن دينار وغيرهم. كان عالما كثير الحديث ثقة. ذكره ابن حبان في الثقات توفي سنة ١٣٠ (ابن حجر ، تهذيب التهذيب ، ١١ / ٣٢٥).
(٣) انظر السيرة النبوية لابن هشام ص ٤٢٩ ، فصل بدء اسلام الأنصار.
(٤) هو الصحابي الجليل عبد الله بن جحش بن رياب الأسدي أحد السابقين هاجر إلى الحبشة وشهد بدرا. آخى النبيّ صلىاللهعليهوسلم بينه وبين عاصم بن ثابت ، وكان أول أمير في الإسلام. دعا الله أن يرزقه الشهادة يوم أحد فاستشهد بها. وكان النبي صلىاللهعليهوسلم استشاره بأسارى بدر وأبا بكر وعمر. (ابن حجر ، الإصابة ٢ / ٢٧٨).
(٥) عمرو بن الحضرمي كان قد قتل على يد الصحابي واقد بن عبد الله اليربوعي وذلك أثناء اتجاه عبد الله بن جحش على رأس سرية فتمكن واقد من ابن الحضرمي فقتله وكان أول مشرك يسقط بين المشركين. (ابن كثير ، تفسير القرآن العظيم ١ / ٢٦٠ وما بعدها).
(٦) القرطبي ، الجامع لأحكام القرآن ٣ / ٤٢.
(٧) هو الصحابي الجليل عتاب بن أسيد بن أبي العيص الأموي أسلم يوم الفتح. استعمله النبي صلىاللهعليهوسلم على مكة لما سار إلى حنين وأقره أبو بكر على مكة وكان شديدا على المريب لينا على المؤمنين. وعن ابن عباس في تفسير قوله تعالى : (وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً) قال هو عتاب بن أسيد. توفي في خلافة عمر. (ابن حجر ، الإصابة ٢ / ٤٤٤).