علوم القرآن (*)
تعريفه كفنّ ـ موضوعه ـ فائدته ـ تاريخه ـ أشهر ما دوّن فيه
تعريف علوم القرآن كفنّ ، وموضوعه وفائدته
لعلوم القرآن تعريفان : (أحدهما) يفيد ـ بمعناه الإضافي ـ العلوم الدينية المستنبطة من القرآن الكريم. (والثاني) يفيد المباحث المتعلّقة بالقرآن الكريم من ناحية نزوله ، وترتيبه ، وجمعه وكتابته ، وقراءته ، وتفسيره ، وإعجازه ، وناسخه ، ومنسوخه... ونحو ذلك ، والتعريف الثاني هو مقصودنا في هذه الدراسة.
أما التعريف الأول ـ بمعناه الإضافي ـ فقد كان شائعا عند السابقين ، ثم نقل بعد ذلك من المعنى الإضافي وجعل علما على الفن المدوّن ، وأصبح مدلوله بعد النقل غير مدلوله قبل النقل. ونذكر طائفة من أقوال المتقدمين بالتعريف الأول لنستدلّ على مفهومه الذي كان شائعا لديهم. نقل الزركشي في «البرهان» (١) عن القاضي أبي بكر بن العربي (ت ٥٤٤ ه) أنه ذكر في كتابه «قانون التأويل» (٢) : (إن علوم القرآن خمسون علما وأربعمائة وسبعة آلاف علم وسبعون ألف علم ، على عدد كلم القرآن ، مضروبة في أربعة. قال بعض السلف : إذ لكل كلمة ظاهر وباطن ، وحدّ ومقطع ؛ وهذا مطلق دون اعتبار تراكيبه وما بينها من روابط. وهذا ما لا يحصى ولا يعلمه إلا الله عزوجل.
قال : وأمّ علوم القرآن ثلاثة أقسام : توحيد وتذكير وأحكام.
__________________
(*) رجعنا في إعداد هذه الدراسة لكتاب «مناهل العرفان في علوم القرآن» للزرقاني ، «ومعجم الدراسات القرآنية» لابتسام الصفار ، وتاريخ التراث العربي لسزكين.
(١) البرهان في علوم القرآن ١ / ١٠٩.
(٢) كتاب «قانون التأويل» مخطوط بدار الكتب المصرية رقم ١٨٤ ـ تفسير ، ومنه صورة ميكروفيلمية بمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة رقم ١٦٤ و ١٦٥ (بروكلمان ١ / ٤١٢ وفهرس معهد المخطوطات ص ٣٦).