الدّخل ، ويسّرها الله لذلك ؛ (١) ليظهر آية نبيّه (١) بعجزها عن معارضة ما أنزل [عليه] (٢) ويثبت سلامتها أنها في وسط جزيرة العرب في الحجاز ونجد وتهامة ، فلم تفرقها الأمم.
وقيل : هذه اللغات السبع كلّها في مضر ، واحتجوا بقول عثمان : «نزل القرآن بلسان مضر» (٣). قالوا : وجائز أن يكون منها لقريش ، ومنها لكنانة ، ومنها لأسد ، ومنها لهذيل ، ومنها لضبّة ، ولطابخة ، فهذه قبائل مضر تستوعب سبع لغات وتزيد.
قال أبو عمر بن عبد البر : «وأنكر آخرون كون كلّ لغات مضر في القرآن ؛ لأن فيها شواذّ لا يقرأ بها ، مثل كشكشة قيس ، وعنعنة تميم. فكشكشة قيس يجعلون كاف المؤنث شينا ، فيقولون في : (جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا) : (مريم : ٢٤) «ربّش تحتش» ؛ وعنعنة تميم ويقولون في «أن» «عن» ، فيقرءون «فعسى الله عن يأتي» (المائدة : ٥٢) بالفتح وبعضهم [٣٠ / ب] يبدل السين تاء ، فيقول في «الناس» : «النات» ، وهذه لغات يرغب بالقرآن عنها (٤)».
وما نقل عن عثمان معارض بما سبق أنه نزل (٥) بلغة قريش ؛ وهذا أثبت عنه ؛ لأنه من رواية ثقات أهل المدينة. وقد يشكل هذا القول على بعض الناس فيقول : هل كان جبريل عليهالسلام يلفظ باللّفظ الواحد سبع مرات؟ فيقال له : إنما يلزم هذا إن (٦) قلنا : إن السبعة الأحرف تجتمع في حرف واحد ، ونحن قلنا : كان جبريل يأتي في كل عرضة بحرف إلى أن تمرّ (٧) سبعة.
وقال الكلبيّ (٨) : «خمسة منها لهوازن ، وثنتان لسائر (٩) الناس».
__________________
(١) عبارة المطبوعة «ليظهر أنه نبيّه» وما أثبتناه من المخطوطة.
(٢) ساقط من المخطوطة.
(٣) أخرجه ابن عبد البر في التمهيد ٨ / ٢٧٧ ، وذكره ابن حجر في فتح الباري ٩ / ٢٧ ، والسيوطي في الإتقان ١ / ١٣٦ عن عمر رضياللهعنه.
(٤) إلى هنا انتهى كلام ابن عبد البر ، انظر التمهيد ٨ / ٢٧٧ ، ٢٧٨.
(٥) في المخطوطة «أنزلت».
(٦) في المخطوطة «إذا».
(٧) في المخطوطة «غير» وفي الإتقان «تمّت» ١ / ١٣٦.
(٨) هو محمد بن السائب بن بشر الكلبي ، تقدمت ترجمته ص ٢٧٥ ، وذكر قوله ابن عبد البر في كتابه التمهيد ٨ / ٢٨٠.
(٩) في المخطوطة «لباقي».