الرجال ، حتى وجدت آخر التوبة (لَقَدْ جاءَكُمْ) (الآية : ١٢٨) مع أبي (١) خزيمة الأنصاريّ (٢) [الذي جعل النبيّ صلىاللهعليهوسلم شهادته بشهادة رجلين] (٢) ، لم أجدها مع أحد غيره فألحقتها في سورتها ، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ، ثم عند عمر حتى قبض ، ثم عند حفصة بنت عمر» (٣).
وفي رواية قال ابن شهاب : «وأخبرني خارجة بن زيد سمع زيد بن ثابت يقول : فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا (٤) المصحف ؛ قد كنت أسمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم (٥) يقرأ بها (٥)) ، لم أجدها مع أحد إلا مع خزيمة الأنصاري (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ) (الأحزاب : ٢٣) فألحقناها في سورتها. (٦) وخزيمة الأنصاري شهادته بشهادتين (٦)» (٧).
وقول زيد : «لم أجدها إلا مع خزيمة» ليس فيه إثبات القرآن بخبر الواحد ؛ لأن زيدا كان [قد] (٨) سمعها وعلم موضعها في سورة الأحزاب بتعليم النبي صلىاللهعليهوسلم ، وكذلك غيره من الصحابة ثم نسيها ، فلما سمع ذكره ، وتتبّعه للرجال كان للاستظهار ، لا لاستحداث العلم (٩).
وسيأتي أن الّذين كانوا يحفظون القرآن من الصحابة على عهد رسول صلىاللهعليهوسلم أربعة ؛ والمراد : أنّ هؤلاء كانوا اشتهروا به ، فقد ثبت أن غيرهم حفظه ، وثبت أن القرآن مجموعه محفوظ كلّه في صدور الرجال أيام حياة النبي صلىاللهعليهوسلم ، مؤلفا على هذا التأليف ، إلاّ سورة براءة.
قال ابن عباس : «قلت لعثمان : ما حملكم أن عمدتم (١٠) إلى «الأنفال» وهي من
__________________
البخاري عن أحد شيوخه أنه فسّره بالخزف ، وهي الآنية التي تصنع من الطين المشوي. (ابن حجر ، فتح الباري ٩ / ١٤).
(١) كذا في المخطوطة والمطبوعة ، والصواب حذفها ، وهو الصحابي الجليل خزيمة بن ثابت الأنصاري وانظر فتح الباري ٦ / ٢١ و ٧ / ٣٥٦.
(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٣) أخرجه البخاري في الصحيح ٦ / ٢١ ، كتاب الجهاد (٥٦) ، باب قول الله عزوجل : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ..) الآية (٢٣ : الأحزاب) (١٢) ، الحديث (٢٨٠٧).
(٤) في المخطوطة : «نسخت».
(٥) تصحّفت في المخطوطة : إلى (يقول).
(٦) اضطربت العبارة في المخطوطة كما يلي «وخزيمة الأنصاري هو الذي جعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم زيدا كان شهادته بشهادتين».
(٧) أخرجها البخاري في الصحيح ٧ / ٣٥٦ ، كتاب المغازي (٦٤) ، باب غزوة بدر (١٧) ، الحديث (٤٠٤٩).
(٨) ساقطة من المخطوطة.
(٩) في المخطوطة : (التعلم).
(١٠) في المخطوطة : (عهدتم).