كتابه «التحبير في علوم التفسير» مائة ونوعين (١) ، وفي كتابه «الإتقان في علوم القرآن» ثمانين نوعا...
وموضوعه القرآن الكريم من أية ناحية من النواحي المذكورة في التعريف. بخلاف «علوم القرآن» بالمعنى الإضافي. فإن موضوعه هو مجموع موضوعات تلك العلوم المنضوية تحت لوائه.
وموضوع كل واحد منها هو القرآن الكريم من ناحية واحدة من تلك النواحي. فعلم القراءات مثلا موضوعه القرآن الكريم من ناحية لفظه وأدائه ، وعلم التفسير موضوعه القرآن الكريم من ناحية شرحه ومعناه ، وهلمّ جرّا.
وفائدة هذا العلم ترجع إلى الثقافة العالية العامة في القرآن الكريم ، وإلى التسلح بالمعارف القيّمة فيه ، استعدادا لحسن الدفاع عن حمى الكتاب العزيز ، ثم إلى سهولة خوض غمار تفسير القرآن الكريم به كمفتاح للمفسرين ، فمثله من هذه الناحية كمثل علوم الحديث بالنسبة لمن أراد أن يدرس علم الحديث.
وقد صرّح السيوطي بذلك في خطبة كتابه «الإتقان» إذ قال : (ولقد كنت في زمان الطلب أتعجب من المتقدمين ، إذ لم يدونوا كتابا في أنواع علوم القرآن ، كما وضعوا ذلك بالنسبة إلى علم الحديث) ا ه. وذكر أنه جعله مقدمة لتفسيره الكبير فقال : (وقد جعلته مقدمة للتفسير الكبير الذي شرعت فيه وسميته بمجمع البحرين ومطلع البدرين).
وأشار أبو بكر الجزائري في «التبيان في علوم القرآن» ، إلى ذلك المعنى إذ وضع على طرّة كتابه الكلمة الآتية : (وهذا هو المقدّمة الصغرى من مقدمتي التفسير).
هذا ـ وإنما سمّي هذا العلم علوم القرآن ـ بالجمع دون الإفراد ـ للإشارة إلى أنه خلاصة علوم متنوعة ، باعتبار أن مباحثه المدوّنة تتصل اتصالا وثيقا بالعلوم الدينية والعلوم
__________________
(١) الإتقان ١ / ٧ ـ ١٠.