فائدة
[السور] (١) قال القتيبيّ (٢) : [السّورة] (٣) تهمز ولا تهمز ، فمن همزها جعلها من «أسأرت» ، أي أفضلت من السّور ، وهو ما بقي من الشراب في الإناء كأنها قطعة من القرآن ، ومن لم يهمزها جعلها من المعنى المتقدّم وسهّل همزتها. ومنهم من شبّهها بسور البناء ، أي القطعة منه ، أي منزلة بعد منزلة».
وقيل : من سور المدينة لإحاطتها بآياتها واجتماعها كاجتماع البيوت بالسّور ؛ ومنه السّوار لإحاطته بالساعد ؛ وعلى هذا فالواو أصلية.
ويحتمل أن تكون من السورة بمعنى المرتبة ؛ لأن الآيات مرتّبة في كل سورة ترتيبا مناسبا ؛ وفي ذلك حجة لمن تتبع الآيات بالمناسبات.
وقال ابن جني (٤) في «شرح منهوكة أبي نواس» : إنما سميت سورة لارتفاع قدرها ؛ لأنها كلام الله تعالى ؛ وفيها معرفة الحلال والحرام ؛ ومنه رجل سوّار ، أي معربد ؛ لأنه يعلو بفعله ويشتط. ويقال : أصلها من السّورة وهي الوثبة ، تقول : سرت إليه وثرت إليه.
وجمع سورة القرآن سور بفتح الواو ، وجمع سورة البناء سور بسكونها. وقيل : [٣٩ / أ] هو بمعنى العلوّ ؛ ومنه قوله تعالى : (إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ) (ص : ٢١) نزلوا عليه من علو ، فسميت القراءة [به] (٥) لتركّب بعضها على بعض ، وقيل : لعلوّ شأنه وشأنه قارئه. ثم كره
__________________
بارعا ، أصوليا محققا ، متكلما ، محدثا حافظا ، مفسرا ، أجمع أهل عصره على أنه سيّد زمانه وقدوة وقته. له تصانيف جليلة أهمها «التفسير الكبير» ت ٤٦٥ ه (البغدادي ، تاريخ بغداد ١١ / ٨٣) (الداودي ، طبقات المفسرين ١ / ٣٣٨).
(١) ساقطة من المطبوعة.
(٢) هو عبد الله بن مسلم أبو محمد ابن قتيبة تقدم ذكره ص ١٦٠ ، وانظر قوله في تفسير غريب القرآن ٣٤ باب تأويل حروف كثرت في الكتاب ، المسألة رقم (٢٩).
(٣) ساقطة من المخطوطة.
(٤) هو عثمان بن جني أبو الفتح النحوي من أحذق أهل الأدب وأعلمهم بالنحو والتصريف لازم أبا علي الفارسي أربعين سنة فلما مات أبو علي تصدّر ابن جني مكانه من مصنفاته : «سر الصناعة» وغيرها ، ت ٣٩٢ ه (السيوطي ، بغية الوعاة ، ٢ / ١٣٢) ، وكتابه ذكره ياقوت في معجم الأدباء ١٢ / ١١١ ، باسم «تفسير أرجوزة أبي نواس».
(٥) ساقطة من المخطوطة.