النوع السابع عشر
[المعرب في القرآن]
معرفة ما فيه من غير لغة العرب (١)
اعلم أن القرآن أنزله الله بلغة العرب ، فلا تجوز قراءته وتلاوته إلا بها ، لقوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا) (يوسف : ٢) ، وقوله : (وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا...) الآية (فصّلت : ٤٤) ، [وهذا] (٢) يدلّ على أنه ليس فيه غير العربيّ ؛ لأن الله تعالى جعله معجزة شاهدة لنبيه عليه الصلاة والسلام ، ودلالة قاطعة لصدقه ، وليتحدّى العرب العرباء به ، ويحاضر البلغاء
__________________
(١) للتوسع في هذا النوع انظر : مقدمة تفسير الطبري ١ / ٦ والفهرست لابن النديم ص ٣٨ ، الكتب المؤلفة في لغات القرآن ، والصاحبي في فقه اللغة لأحمد بن فارس (طبعة السلفية) ص ٢٨ ـ ٣٠ ، باب القول في اللغة التي نزل بها القرآن ، وأنه ليس في كتاب الله جلّ ثناؤه شيء بغير لغة العرب. وفقه اللغة للثعالبي (طبعة البابي الحلبي) ص ١٩٧ ، الباب التاسع والعشرون ، فيما يجري مجرى الموازنة بين العربية ، والمعرّب للجواليقي ، ومقدمة تفسير ابن عطية ١ / ٦٩ ، وفنون الأفنان لابن الجوزي ص ٣٤١ ـ باب ذكر اللغات في القرآن ، ومقدمة تفسير القرطبي ١ / ٦٨ ، المعرّب في القرآن والإتقان في علوم القرآن للسيوطي ص ١٠٥ ـ ١٢٠ ، النوع الثامن والثلاثون فيما وقع فيه بغير لغة العرب ، والمزهر في علوم اللغة له أيضا ، ١ / ٢٦٨ ، النوع التاسع عشر ومفتاح السعادة لطاش كبري ٢ / ٣٧٥ ، علم معرفة ما وقع فيه من غير لغة العرب ، وأبجد العلوم للقنوجي ٢ / ٥٠٨ ، علم معرفة ما وقع في القرآن من غير لغة العرب.
الكتب المؤلفة في هذا النوع : كان الأدباء وعلماء اللغة يدرجون ما وقع منه في كتبهم ومعاجمهم ، حتى جاء الجواليقي ، وأفرد ما وقع منه في كلام العرب عامة في كتابه «المعرب» ، ثم جاء السيوطي فأفرد ما جاء منه في القرآن خاصة في كتابه «المهذب» ، فهو بذلك أول من وضع كتابا مفردا بهذا النوع ، وللكتاب نسخة خطية بدار الكتب المصرية رقم ٤٤ مجاميع ونشره عبد الله الجبوري في مجلة المورد العراقية ، س ١ ، ع ١ ـ ٢ ، ص ٩٧ ـ ١٢٦ (معجم المنجد ٤ / ٩٧) ثم طبعه مع رسائل أخرى في «رسائل في الفقه واللغة» بدار الغرب الإسلامي في بيروت عام ١٤٠٢ ه / ١٩٨٢ م. كما حقّقه التّهامي الراجي الهاشمي بجزء مستقل يقع في (٢٧٥) ص ونشرته اللجنة المشتركة لنشر التراث الإسلامي بمط. فضالة المحمدية بالمغرب ، بدون تاريخ (معجم المنجد ٥ / ٨٧). ويمكن أيضا مراجعة كتب «اللغات في القرآن» المتقدمة في النوع السابق ، لأن بعض مؤلفيها اعتبروا المعرّب من جملة اللغات.
(٢) ساقطة من المطبوعة.