ومن أحسنها كتاب «المفردات» للراغب (١).
وهو يتصيّد المعاني (٢) [من السياق ؛ لأن مدلولات الألفاظ خاصة. قال الشيخ أبو عمرو ابن الصلاح : وحيث رأيت في كتب التفسير : «قال أهل المعاني»] (٢) فالمراد به مصنفو الكتب في معاني القرآن ، كالزجاج ومن قبله.. وفي بعض كلام الواحديّ : «[أكثر] (٣) أهل المعاني : الفراء والزجاج وابن الأنباريّ قالوا كذا». انتهى.
ويحتاج الكاشف عن ذلك إلى معرفة علم اللغة : اسما وفعلا وحرفا ؛ فالحروف لقلّتها تكلم النحاة على معانيها ؛ فيؤخذ ذلك من كتبهم.
وأما الأسماء والأفعال فيؤخذ ذلك من كتب اللغة وأكثر الموضوعات في علم اللغة كتاب ابن سيّد (٤) : فإن الحافظ أبا محمد علي بن أحمد الفارسيّ (٥) ذكر أنه في مائة سفر ؛ بدأ بالفلك وختم بالذرة. ومن الكتب المطوّلة كتاب الأزهري (٦) و «الموعب» (٧) لابن التيّاني (٨)
__________________
والحديث طبع منه المجلد الأول بتحقيق محمد الطناحي بالقاهرة نشرة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ١٣٩٠ ه / ١٩٧٠ م. (معجم الدراسات القرآنية ص : ١٤٩).
(١) هو الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصبهاني تقدم ذكره ص ٢١٨ وكتابه المفردات في غريب القرآن طبع بهامش النهاية في غريب الحديث لابن الأثير ١٣١٨ ه / ١٩٠٠ م (معجم سركيس ص : ٣٥) ، وطبع بتحقيق الزهري الغمراوي المطبعة الميمنية عام ١٣٢٤ ه / ١٩٠٦ م. (معجم الدراسات القرآنية : ص ١٩٩). وطبع بتحقيق نور محمد كراجي باكستان وضع بتحقيق محمد أحمد خلف الله بالقاهرة مطبعة الأنجلو مصرية ١٣٨١ ه / ١٩٦١ م وطبع بتحقيق محمد سيد الكيلاني بالقاهرة مطبعة البابي الحلبي ١٣٨٢ ه / ١٩٦٢ م (معجم الدراسات القرآنية ص : ١٩٩) وصوّر بالأوفست بطهران المكتبة المرتضوية ١٣٨٤ ه / ١٩٦٤ م (معجم المنجد ٢ / ٧٥) وفي دار المعرفة بيروت ١٣٩٧ ه / ١٩٧٧ م.
(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٣) ساقطة من المخطوطة.
(٤) هو أحمد بن أبان بن السيد اللغوي الأندلسي ، أخذ عن أبي علي القالي وغيره من علماء بلاده وكان عالما حاذقا أديبا ، قال أبو نصر الحميدي : «ابن سيد إمام في اللغة والعربية وهو مصنّف كتاب «العالم في اللغة» في نحو مائة مجلد مرتّب على الأجناس بدأ بالفلك وختم بالذرّة. ت ٣٨٢ ه (ياقوت ، معجم الأدباء ٢ / ٢٠٣).
(٥) هو علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الفارسي الأندلسي الإمام الأوحد البحر ذو الفنون والمعارف كان إليه المنتهى في الذكاء وحدّة الذهن وسعة العلم بالكتاب والسنة. وكان حافظا عالما بعلوم الحديث مستنبطا للأحكام من الكتاب والسنة ، بعد أن كان شافعي المذهب وانتقل إلى مذهب أهل الظاهر وله من التآليف نحو أربعمائة مجلد ، ت ٤٥٦ ه (ابن العماد الحنبلي ، شذرات الذهب ٣ / ٢٩٩).
(٦) هو محمد بن أحمد الأزهر تقدم ذكره ص ٣٠٩. ولعل الكتاب هو التهذيب في اللغة.
(٧) تصحّف في المخطوطة إلى : (المستوعب).
(٨) هو تمام بن غالب بن عمر المعروف بابن التيّان القرطبي كان إماما في اللغة ، ثقة في إيرادها ديّن ورع ، قال ابن