الأشياء قد تختلف بحسب المقاصد ، فليست الحاجة إلى اللفظ الذي (١) عدّه هؤلاء زيادة كالحاجة الى اللفظ المزيد عليه (١) ، وبه يرتفع الخلاف.
وكثير من القدماء يسمّون الزائد صلة ، وبعضهم يسميه مقحما ؛ ويقع ذلك في عبارة سيبويه (٢).
الرابع : تجنب الأعاريب التي هي خلاف الظاهر والمنافية لنظم الكلام ، كتجويز الزمخشري (٣) في (لِلْفُقَراءِ) في سورة الحشر (الآية : ٨) ، أن يكون بدلا من قوله : (وَلِذِي الْقُرْبى) [٤٥ / ب] (الآية : ٧) ، وهذا فصل كبير ، وإنما حمله عليه لأن أبا حنيفة يقول : إنه لا يستحق القريب بقرابته بل لكونه فقيرا ، والشافعي يخالفه. ونظيره إعراب بعضهم : (الَّذِينَ ظَلَمُوا) (الأنبياء : ٣) بدلا من المجرور في قوله تعالى : (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ) (الأنبياء : ١).
الخامس : تجنّب التقادير البعيدة والمجازات المعقدة ، ولا يجوّز فيه جميع ما يجوّزه النحاة في شعر امرئ القيس وغيره [من ذلك :] (٤) أن تقول في نحو : (اغْفِرْ لَنا) و (اهْدِنَا) فعلي (٥) دعاء أو سؤال ، ولا تقول : فعلي (٦) أمر تأدّبا من جهة أن الأمر يستلزم العلوّ والاستعلاء ، على الخلاف فيه (٧).
وقال أبو حيان التوحيديّ في «البصائر» (٨) : سألت السّيرافي (٩) عن قوله تعالى : (قائِماً
__________________
(١) تصحّفت العبارة في المخطوطة إلى : (... عندها ولا زيادة كالحاجة إلى اللفظ الذي زادها من يده عليه...) وفي المطبوعة إلى (... زيد عندها ولا زيادة كالحاجة الى الألفاظ التي رأوها مزيدة عليه...) وما أثبتناه من تصويب النص من الإتقان ٢ / ٢٦٨.
(٢) تصحّفت العبارة في المطبوعة إلى (مستوية) وما أثبتناه من المخطوطة.
(٣) الكشاف ٤ / ٨١.
(٤) ساقطة من المطبوعة.
(٥) تصحّفت في المخطوطة إلى : (فعلا).
(٦) في المخطوطة : (فعل).
(٧) في المخطوطة زيادة عند هذا الموضع وهي : (وتقول في نحو يا الله...) وليس لها تتمة فيها.
(٨) التوحيديّ تقدمت ترجمته في ١ / ٣٤٢ ، وكتابه البصائر طبع أولا بتحقيق أحمد أمين ، وسيد أحمد صفر بالقاهرة ، ونشرته لجنة التأليف والترجمة والنشر عام ١٣٧١ ه / ١٩٥٣ م. وطبع ثانيا بتحقيق عبد الرزاق محيي الدين ببغداد ، ونشرته مطبعة النجاح عام ١٣٧٢ ه / ١٩٥٤ م ، وطبع ثالثا بتحقيق إبراهيم الكيلاني بدمشق ونشرته مكتبة أطلس ومطبعة الإنشاء عام ١٣٨٢ ـ ١٣٨٧ ه / ١٩٦٤ ـ ١٩٦٩ م. وطبع مؤخرا بتحقيق وداد القاضي ونشرته دار صادر في بيروت ، في تسعة أجزاء وواحد للفهارس.
(٩) هو الحسن بن عبد الله بن المرزبان القاضي أبو سعيد السيرافي النحوي كان من أعلم الناس بنحو البصريين ،