تتعلق بوجه من وجوه البلاغة في القرآن الكريم ضمن إعجاز القرآن على اعتبار أن هذه الدراسات جميعا تتناول جانبا من جوانب الإعجاز القرآني.
وإذا تجاوزنا أسبقية التأليف بعد الكسائي والجاحظ فإننا نجد ابن قتيبة (ت ٢٧٦ ه) والذي احتذى حذو الجاحظ في تآليفه وإن اختلف عنه في منهجه الفكري باعتبار الجاحظ معتزليا ، وابن قتيبة محدثا سنّيا كثيرا ما ردّ على الجاحظ واتّهمه ، نجده يؤلف هو الآخر كتابا في نظم القرآن ، وقد ذكره ياقوت في معجمه. وألّف أحمد بن سهل البلخي (ت ٣٢٢ ه) كتابا في نظم القرآن وصفه ياقوت بأنه لا يفوقه في هذا الباب تأويل.
وتستمر حلقة المؤلفين في إعجاز القرآن حتى نصل إلى تطور نظرية الإعجاز عند الخطابي أبي سليمان حمد بن محمد (ت ٣٨٨ ه) وله «رسالة» مطبوعة ضمن «ثلاث رسائل في إعجاز القرآن» ، وابن درستويه (ت ٣٣٠ ه) في كتابه «إعجاز القرآن».
والرماني علي بن عيسى (ت ٣٨٤ ه) وله رسالة طبعت ضمن «ثلاث رسائل في إعجاز القرآن» والباقلاني (ت ٤٠٣ ه) في كتابه «إعجاز القرآن» والجرجاني عبد القاهر المتوفي سنة ٤٧١ ه.
وهناك من ألّف في وجوه بلاغية متنوعة في القرآن الكريم مثل التأليف في أمثال القرآن ، حيث ألف فيه القواريري أبو القاسم جنيد بن محمد بن جنيد (ت ٣٨٩ ه) ، وابن نفطويه ، إبراهيم بن محمد (ت ٣٢٣ ه) ، والإسكافي ، أبو علي محمد بن أحمد بن الجنيد (ت ٣٨١ ه) ثم النيسابوري عبد الرحمن بن محمد بن حسين بن موسى السلمي (ت ٤١٢ ه) ، وأبو الحسن الماوردي (ت ٤٥٠ ه) ، وابن الخيمي أبو طالب محمد بن علي (ت ٦٤٢ ه) ، وابن القيم الجوزية (ت ٧٥١ ه) وغيرهم.
وهناك من ألّف في التشبيه في القرآن الكريم مثل ابن القيم الجوزية في كتابه «تشبيهات القرآن وأمثاله» وابن البندار البغدادي في كتابه «الجمان في تشبيهات القرآن».
وهناك من ألّف في البيان أو المعاني في القرآن الكريم مثل كتاب «التبيان في علم البيان المطلع على إعجاز القرآن» لعبد الواحد بن عبد الكريم بن خلف الأنصاري ، وكتاب ابن المبارك «حور العين في تبيين وجه نظم سور القرآن».