وألّف الداني أبو عمرو عثمان بن سعيد (٤٤٤ ه) رسالة في رسم المصحف وله كتابان مشهوران في هذا الباب وكلاهما مطبوع : «المحكم في نقط المصاحف» وكتاب «المقنع في معرفة رسوم مصاحف أهل الأمصار».
وألّف إسماعيل بن ظافر (ت ٦٢٣ ه) كتاب «رسوم خط المصحف» مرتبا على سور القرآن الكريم. أما الجعبري (ت ٧٣٨ ه) والذي ذكرنا بعض مؤلفاته من قبل فقد ألّف كتاب «روضة الطرائف في رسم المصاحف» وهو منظومة.
وألّف السمرقندي ، أبو الخير محمد بن محمد (ت ٧٨٠ ه) كتاب «كشف الأسرار في رسم مصاحف الأمصار». وللسيوطي (ت ٩١١ ه) رسالتان الأولى : «رسالة في أقسام القرآن ورسومه وخطه» والثانية باسم «في رسم المصحف».
أما القراءات التي قلنا إنها تدخل ضمن علم التفسير فإنها وجدت أيضا في مؤلفات العلماء المسلمين منفصلة عنه ، وقد تنوعت الاتجاهات التي كتبوا فيها فمنهم من كتب فيها بصورة عامة ومنهم من خص شواذ القراءات وغرائبها بالتأليف وآخرون كتبوا في القراء السبعة المشهورين أو الثمانية أو العشرة سواء كانت كتاباتهم في مقرئ واحد أو مجموعة منهم ، أو تقارن بين قراءتين أو أكثر ، وهناك مجموعة كتبت في موضوعات تتعلق بالقراءة وتتداخل هذه المادة مع ما ألّف بالدراسات النحوية ، القرآنية.
وقد كثر التأليف في القراءات ، وترى تفصيل ذلك في النوع الثاني والعشرين من هذا الكتاب مفصّلا إن شاء الله.
وهناك موضوعات أثارتها قضية القراءات وتعليمها وتلقّي أصولها تتعلق بطريقة القراءة ، ونطق بعض الحروف أو تحديد الوقفة ما استحب منها وما وجب ، والوقفات الطويلة أو القصيرة وما يتعلق بالتفخيم أو الترخيم أو ذكر الحروف المدغمة ، وما إلى ذلك من مواضيع سنحاول الوقوف عند بعضها ، مثل الكتب التي ألّفت في الوقف والابتداء.
وأول من ألّف في الوقوف ـ كما نص ابن الجزري ـ شيبة بن النصاح بن سرجس بن يعقوب ، الإمام الثقة ، مقرئ المدينة ومولى أم سلمة رضياللهعنها (ت