والمقاصد ، والوقف (١) عند رءوس انتهائها ؛ واتباع السنّة أولى. وممن ذكر ذلك الحافظ أبو بكر البيهقي في كتاب «شعب الإيمان» وغيره ، ورجح الوقف (١) على رءوس الآي وإن تعلقت بما بعدها.
قلت : وحكى النحاس (٢) عن الأخفش (٣) عليّ بن سليمان أنه يستحب الوقوف على قوله : (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة : ٢) لأنه رأس آية ، وإن كان متعلّقا بما بعده.
[أقسام الوقف]
(٤) والوقف عند أكثر القراء ينقسم إلى أربعة أقسام : [تام] (٥) مختار ، وكاف جائز ، وحسن مفهوم ، وقبيح متروك.
وقسّمه بعضهم إلى ثلاثة (٦) ، وأسقط الحسن. وقسّمه آخرون إلى اثنين ، وأسقط الكافي والحسن.
فالتامّ هو الذي لا يتعلّق بشيء مما بعده ، فيحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده ؛ كقوله تعالى : (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (البقرة : ٥) وأكثر ما يوجد عند رءوس الآي كقوله : (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (البقرة : ٥) ، ثم يبتدئ بقوله : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) (البقرة : ٦) وكذا : (وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ) (البقرة : ٤٦) ثم يبتدئ بقوله : (يا بَنِي إِسْرائِيلَ) (البقرة : ٤٧).
وقد يوجد قبل انقضاء الفاصلة ، كقوله [تعالى] : (وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً)
__________________
(١) في المخطوط (الوقوف).
(٢) القطع والائتناف : ١١٤ في الكلام على الآية (٢) من سورة البقرة.
(٣) هو علي بن سليمان بن الفضل ، أبو الحسن الأخفش النحوي ، سمع ثعلبا والمبرّد وأبا العيناء الضرير وغيرهم ، وروى عنه علي بن هارون وأبو عبيد الله المرزباني والجريدي وغيرهم. كان يشكو ما هو فيه من شدّة الفاقة. وكان إذا سئل عن مسألة في النحو ضجر وانتهر من يواصل مساءلته ، توفي ببغداد سنة ٣١٥ ه (القفطي ، إنباه الرواة ٢ / ٢٧٦).
(٤) هذا ذكر أقسام الوقف ، وانظر إيضاح الوقف والابتداء ١ / ١٤٩ باب ذكر ما لا يتم الوقف عليه ، والقطع والائتناف ص ٧٤ أول باب في الكتاب ، والمكتفي ص ١٣٨ باب ذكر البيان عن أقسام الوقف ، ومنار الهدى ص ١٥ المقدمة في فوائد مهمة... ، الفائدة الثانية.
(٥) ليست في المخطوطة ، والتقسيم إلى أربعة أقسام هو مذهب النحاس في القطع والائتناف : ٧٤.
(٦) وهو مذهب ابن الأنباري في إيضاح الوقف والابتداء ١ / ١٤٩ باب ذكر ما لا يتم الوقف عليه ، واختاره السخاوي نقله الأشموني في منار الهدى : ١٦ الفائدة الثانية في الوقف والابتداء.