مصادر الزركشي في البرهان
اعتمد الزركشي في تأليف كتابه «البرهان» على كثير من مصادر السابقين في علوم القرآن ، وفي سائر العلوم المتنوعة ، وهو يصرّح في كل نوع من أنواع كتابه بأسماء بعض مصادره ، ونجده في كثير من الأحيان ينقل نصوصا من كتب الأئمة دونما تصريح منه بذلك.
أما المصادر التي صرّح بها في الكتاب فقد بلغت (٣٠١) كتابا ، وهو عدد كبير جدا يدل على وفرة مصادره التي رجع إليها أثناء تأليفه الكتاب ، وتبلغ المصادر التي لم يصرح بها ، أو صرح بأسماء مؤلفيها فقط مثل هذا العدد.
ومن هذه المصادر ما يتعلق بعلوم القرآن ، كالتفسير ، وأسباب النزول ، والناسخ والمنسوخ... ومنها ما يتعلّق بالحديث الشريف كصحيحي البخاري ومسلم ، وسنن أبي داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجة.. ومنها ما يتعلق بالفنون المتنوّعة كالكلام والجدل ، والفقه وأصوله ، واللغة ، والأدب... وغيرها.
فمن مصادر علوم القرآن التي أكثر الزركشيّ من الاعتماد عليها وصرّح بها تلك الكتب المؤلفة في «علوم القرآن» قبله ، وكان العلماء يضمونها في مقدمات تفاسيرهم كما فعل الإمام الطبري (ت ٣١٠ ه) في تفسيره «جامع البيان» والراغب الأصفهاني (ت ٥٠٥ ه) في «تفسيره» وابن عطية الغرناطي (ت ٥٤١ ه) في تفسيره «المحرر الوجيز» ، والقرطبي (ت ٦٧١ ه) في تفسيره «الجامع لأحكام القرآن»... أو الكتب المستقلة في هذا الفن ك «البرهان في متشابه القرآن» لأبي المعالي عزيزي بن عبد الملك (ت ٤٩٤ ه) و «فنون الأفنان» لابن الجوزي (ت ٥٩٧ ه) و «المغني في علوم القرآن» له أيضا ، و «جمال القرّاء» للسخاوي علي بن محمد بن عبد الصمد (ت ٦٤٣ ه) ، و «المرشد الوجيز» لأبي شامة عبد الرحمن المقدسي (ت ٦٦٥ ه)...
أما التفاسير التي أكثر من الاعتماد عليها فمنها : «تفسير الكشاف» للزمخشري (ت ٥٣٨ ه) وقد صرّح به في (١٩١) موضعا ، و «المحرر الوجيز» لابن عطية (ت ٥٤١ ه) ، وقد صرح به في (١٤) موضعا وأما سائر المصادر القرآنية فمنها : «إعجاز