والثانية ظرف لـ «بزّ» ، و «من» : مبتدأ موصول لا شرط ، لأن «بزّ» عامل في «إذ» الثانية ، ولا يعمل ما في حيّز الشرط فيما قبله عند البصرييّن ، و «بز» : خبر «من» ، والجملة خبر «الناس» ، والعائد محذوف ، أي : من عزّ منهم ، كقولهم : «السّمن منوان بدرهم». ولا تكون «إذ» الأولى ظرفا لـ «بزّ» ، لأنه جزء الجملة التي أضيفت «إذ» الأولى إليها ، ولا يعمل شيء من المضاف إليه في المضاف ؛ ولا «إذ» الثانية بدلا من الأولى ، لأنها إنما تكمل بما أضيفت إليه ، ولا يتبع اسم حتى يكمل ؛ ولا تكون خبرا عن «الناس» ، لأنها زمان و «الناس» اسم عين ؛ و «ذاك» : مبتدأ محذوف الخبر ، أي : كائن ، وعلى ذلك فقس.
وقد تحذف الجملة كلّها للعلم ، ويعوّض عنها التنوين ، وتكسر الذّال لالتقاء الساكنين ، نحو : (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ) [الروم : ٤]. وزعم الأخفش أن «إذ» في ذلك معربة لزوال افتقارها إلى الجملة ، وأن الكسرة إعراب ، لأن «اليوم» مضاف إليها ؛
______________________________________________________
(والثانية : ظرف لبز ومن مبتدأ موصول لا شرط ؛ لأن بز عامل في إذ الثانية ولا يعمل ما في حيز الشرط) من جواب وغيره (فيما قبله عند البصريين) ، وأما الكوفيون فيجوزون ذلك ، (وبز خبر من والجملة خبر الناس ، والعائد إليهم محذوف أي من عز منهم ، كقولهم السمن منوان بدرهم) أي : منوان منه ، (ولا تكون ، إذ الأولى ظرفا لبز لأنه جزء الجملة التي أضيفت إذ الأولى إليها ، ولا يعمل شيء من المضاف إليه في المضاف ، ولا) تكون (إذ الثانية بدلا من الأولى ؛ لأن الأولى ؛ إنما تكمل بما أضيفت إليه) وهو مجموع قولك : من عز بز وهذا المجموع لم يتم قبل المجيء بإذ الثانية ، بل ذكر بعضه وهو الناس وتأخر الباقي ، (ولا يتبع اسم حتى يكمل) ألا ترى أنك لا تقول : جاء الذي الفاضل قام فتتبع الاسم الموصول قبل تمامه بالصلة ، وليس هذا خاصا بالموصول بل يجري في غيره أيضا ، (ولا تكون) إذ الثانية (خبرا عن الناس ؛ لأنها زمان والناس اسم عين) ، وقد مر أنهم جوزوا مثل نحن في شهر كذا وهذا مثله فليجز ، (وذاك مبتدأ محذوف الخبر أي : كائن ، و) أما (على ذلك) الذي خرّجنا عليه تلك الأبيات (فقس) ما يرد عليك من أمثالها.
(وقد تحذف الجملة) المضاف إليها إذ (كلها للعلم بها ويعوض عنها التنوين) وهو نون زائدة ساكنة تلحق الآخر لغير توكيد ، (وتكسر الذال لالتقاء الساكنين نحو ويومئذ) أي : ويوم إذ يحل ما وعد الله به من غلبة الروم لفارس (يفرح المؤمنون) بنصر الله ، (وزعم الأخفش أن إذ في ذلك معربة) وأن التنوين تنوين التمكين لا تنوين العوض ؛ (لزوال افتقارها إلى الجملة) المضاف إليها وهو الذي كان علة في بنائها ، والمعلول يزول بزوال علته فيثبت الإعراب إذ لا واسطة بينهما ، (و) زعم (أن الكسرة إعراب) لإذ ؛ (لأن اليوم مضاف إليها) فتكون مجرورة بالإضافة